هيئة الفساد: كفى تسطيحاً وتمييعاً!!
سالم بن أحمد سحاب ..
ذكرت هذه الصحيفة (3 إبريل) أن هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) في صدد إعداد أو تنفيذ استبانة لتقييم وضع النزاهة والفساد على مستوى المملكة. وأن الاستبانة تتضمن 28 سؤالاً منها سؤال عن مقارنة الفساد هذا العام بما كان عليه قبل عام.
برافو يا هيئة مكافحة الفساد! كم أحسنتم صنعاً بهذا العمل النبيل الذي أحسب أنه لن يبقي للفساد هواءً يتنفس به، ولن يقيم له بعد اليوم قائمة. نعم سيُطوى ملف الفساد إلى الأبد من خلال هذا العمل الذكي والجهد الخفي الذي فُوجىء به الخبراء والمراقبون. طبعاً ستُعرض نتائج هذا العمل الفريد في المؤتمرات الدولية، وكذلك على زوار المملكة حين اطلاعهم على تجارب الهيئة الكريمة.
ما هذا التمييع والتسطيح لما يُفترض أن يكون دوركم الأكبر ومهمتكم الرئيسية؟ أنتم أشبه ما يكون بلجنة كُلفّت بتوزيع الطعام على مجموعة من الفقراء الجائعين حد الموت، ثم يصر أعضاء اللجنة على إجراء دراسة موسعة تتضمن استبانة لتحديد أولويات العمل، ولمعرفة مدى حاجة هؤلاء (الموشكين على الموت جوعاً) إلى الطعام والشراب، ومدى رضاهم عن عمل اللجنة الموقرة!!
هل تظن هذه الهيئة الموقرة أن المجتمع راضٍ عن أدائها إلى هذه الدرجة التي تستدعي الاحتكام إلى مجرد استبيان؟ أهكذا تُورد الإبل أيتها الهيئة الموقرة؟! هل أغلقتكم كل الملفات المهمة كي تركنوا إلى مجرد استبانة ومجموعة من المستجيبين لها؟
باختصار أقول للهيئة التي أكملت عامها السادس، وهي أعلم بمدى رضا المجتمع عن أدائها الضعيف: (وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون!). اعملوا ما تطيب به خواطر المواطنين البسطاء! اعملوا ما تحسبونه مبيضاً لوجوهكم يوم الحساب! تأكدوا أن في الصحائف ما يغنيكم عن إجابات زائفة منمقة قد تفيض بها (الاستبانة)، لكن بينها وبين الواقع ما بين المشرق والمغرب!
رجاء لا تعطوا الطفل الجائع جداً (لهاية) خادعة كي ينسى جوعه، وبيدكم خزائن الطعام! إما أن تعملوا، وإما أن تذهبوا! لقد ملّ الناس الحديث عن الفساد وسطوته، وقوته وهيبته، وأنتم تريدونها مسحاً ورقياً يُنسى، وجرائم تطوى، فالله المستعان وإليه وحده الشكوى.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/10