بائعة «الحَب» !
خالد السليمان
قالت المرأة التي تعرضت للصفع من شاب على أحد أرصفة مدينة مكة المكرمة حيث كانت تبيع «حب» الحمام إن الأمير خالد الفيصل انتصر لكرامتها، لكن الحقيقة أنها انتصرت لنفسها أولاً برد الصفعة بمثلها، أما ما كان بحاجة فعلا للانتصار فهي المروءة التي هزمت مرة أخرى أمام المتفرجين الذين شهدوا الواقعة دون أن يتدخلوا فيها !
لكن في الحقيقة ليس من حقي أن ألوم أحدا على عدم التدخل في مثل هذه الحوادث، ما دامت المروءة في مثل هذه المواقف أصبحت مبادرات فردية وليست ثقافة مجتمع كما كانت في الماضي، فالمبادرات الفردية قد تعود على أصحابها بالضرر، بينما كانت ثقافة المجتمع تفرض ردود فعل جماعية تردع المتجاوزين وتنتصر للمظلومين !
العتب في الحقيقة هو على غياب أدوات رقابة وضبط وردع مثل هذه التجاوزات في الأماكن العامة، فوجود عدد كاف من رجال حفظ الأمن وشبكات كاميرات مراقبة أمنية كفيل بضبط المخالفات وردع المخالفين ؟!
فإن تعتمد مثل هذه الحوادث على صدفة توثيق الكاميرات العابرة أو توجيهات كبار المسؤولين كردود فعل للتعاطي معها أمر غير كاف، فضبط ومعاقبة المعتدي لم تكن بحاجة لعدسة متفرج أو توجيه أمير بقدر ما كان يكفيها يقظة عين وأداة رقيبة !
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2017/04/17