قصة النفط السوري
مصطفى الصراف
أعلن منذ أيام هاكان فيدان رئيس الاستخبارات التركية أن «داعش» تشكل أمرا واقعا لا يمكن تجاهله كقوة على الأرض في الجوار التركي، ولذلك لا بد من فتح قنصلية لها في إسطنبول. لقد صرح رئيس المخابرات التركية بذلك بعد حدوث العمليتين الإرهابيتين اللتين قام بهما «داعش» باعترافه بإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، ثم التفجيرات التي قام بها في باريس، وهاكان فيدان حينما يصرح بذلك ربما يعلن عن سياسة كانت رسمت له من قبل السلطة السياسية في تركيا، وهذا يعني ربما تأكيداً لما يتردد في وسائل الإعلام من أن تركيا تفتح أحضانها لـ«داعش»، وفتحت له حدودها لدخول الأراضي السورية، بعد أن أقامت لأفراده معسكرات التدريب وتزويدهم بأحدث الأسلحة لمواجهة الجيش السوري.
ولذلك، فإن ما يتم تداوله في أجهزة الإعلام، سواء كانت محطات تلفزيونية أو صحافة عالمية، بما فيها بعض الصحف التركية، عن تأكيد ضلوع شركة رددت وسائل الإعلام اسمها بنقل النفط السوري وتهريبه في صهاريج تمر عبر الأراضي التركية وتتجه إلي ميناء جيهان التركي لا يمكن استبعاده.
وهذا ما يجعل المحللين يستبعدون جدية تركيا في إعلان الحرب على «داعش»، ناهيك عما تحققه من مصالح مادية من تلك العلاقة، ولا شك في أن أميركا على علم بهذه العلاقة، وهو ما أعلنه عدة مسؤولين كبار من الساسة الأميركيين والغربيين من أنهم هم من جمعوا هؤلاء الإرهابيين من فلول «القاعدة» وسواه، وتم تجميعهم وإدخالهم عن طريق الحدود التركية، وخلقوا منهم «داعش»، ولذا فإن هذه الصحوة المتأخرة لدى التحالف الغربي لمحاربة «داعش» أمر مشكوك فيه، ويبدو أنه بداية لتنفيذ سيناريو جديد.
وكما يقال «الذئب لا يهرول عبثاً»، لا سيما أن التحالف الغربي بات واثقا بأن الجيش السوري وحلفاءه وبغطاء جوي يوفره الاتحاد الروسي صار قادراً على القضاء على «داعش»، ما لم يتدخل التحالف الغربي لإعاقة ذلك.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2015/12/09