تطوير بدون صفعات
مازن عبدالرزاق بليلة
الموقف المشرف لمدير تعليم مكة المكرمة بجانب الفتاة المصفوعة في ساحة الحرم، يستحق الشكر والتقدير والإشادة، ولكن هل كل فتاة تستحق الدعم يجب أن تصفع حتى نكتشف أمرها ونهبَّ لمساعدتها ؟.
القصة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، وبادرت الأمارة بمحاسبة المتجني، وبعدها تسلط الضوء على حالة إنسانية تستحق المساعدة، لعائلة متعففة وليس لهم عائل سوى التكسب من أبواب العمل الشريف خارج الحرم.
السؤال كم يجني بائع الحَب من مال، ليكتفي به عن مد يده للمحسنين؟ إنه عمل شريف ولكنه وجه آخر للتسول لأنه لايقدم سوى النزر اليسير من الدخل الذي لايغطي حاجة أسرة بدون عائل، ولكنه هو السبيل المتاح لهم، والصفعة تدل على إصرار ومثابرة، والذي صفع لايعلم أن هذا هو الدخل الوحيد للأسرة، وإما أن يستمروا مصفوعين أو ينتهوا جائعين.
مراقبو البلديات هم أحد المصادر المهمة للحالات الإنسانية المستورة، التي تستحق الدعم، فقصة بائعة الشاي بالمدينة المنورة ليست بعيدة، لأن الوقوف لبيع الشاي الساخن بالطرقات ممنوع من البلديات، ولكن ظروف بعض العائلات الذين يعيشون بلا عائل وهم متعففون لايسألون الناس إلحافاً، تجعلهم يصرون على الحياة، بالتكسب بالبيع الحلال في المهن المتاحة، والتي لاتتطلب رأسمال مسبق، مهما كانت صعبة أو مستحيلة.
يجب على مراقبي البلديات مراعاة الحالات الإنسانية، والرفع بها لجهات الاختصاص في وزارة العمل والشؤون الإجتماعية، أو وزارة التعليم، وأن تكون مكافحة البيع في الطرقات للسعوديين طريقنا لمعرفة الحالات الإنسانية، ومساندتهم بالقول والعمل، والتعليم، فما أكثر الأسر المستورة المتعففة، التي لا نعرف عنها شيئاً، وليس الصفع هو باب الاكتشاف الصحيح لهذه الحالات، ولن يكون.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
الفرق بين المستحيل وغير المستحيل هو إرادة شخص، وعزيمة إنسان، وإصرار بطل.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/25