كيف سيقتل عشرون ألف سعودي؟
عصام أمان الله بخاري
ماهي الطريقة التي ستزهق بها الأرواح البريئة لعشرين ألف سعودي؟ لن تكون هنالك حاجة لقنبلة نووية ولا أسلحة دمار شامل، بل ستكون الوسيلة للأسف أسلحة موجودة وتحصد من السعوديين كل يوم وعلى مدى عقود.. مقالة اليوم تتحدث عن حوادث السيارات والشاحنات..
قبل خمسة عشر عاماً تعرضت لحادث سير في طريق الحرمين بجدة إثر ارتطام السيارة التي كنت استقلها بشاحنة متهورة، وكانت النتيجة تهشم الجزء الأمامي من سيارتي تماماً وتكسر الزجاج، ولكن الله سلم حيث لم تنفجر شظايا الزجاج لتخترق جسدي، ولا شك بأنني لست الوحيد الذي تعرض لهكذا تجربة مريرة، وربما أسوأ لمن فقدوا أعزاء عليهم رحمهم الله، والإحصاءات تشير إلى أن معدل الحوادث المرورية في المملكة ازداد حوالي 33% في هذا العقد، حيث بلغ عدد الحوادث عام 2015م ما يزيد عن 960 ألف حادث، أما عدد الوفيات سنوياً فيتجاوز الثمانية آلاف شخص، ولو استمر المعدل على ما هو عليه فستقتل حوادث السيارات ما يزيد عن عشرين ألفاً من سكان المملكة من يومنا هذا إلى نهاية عام 2020م، ناهيك طبعاً عن عشرات الآلاف من الإصابات والإعاقات الناتجة عن الحوادث سلمنا الله جميعاً منها ووقانا شرها. أما الخسائر المادية فستتجاوز خمسة وأربعين مليار ريال لنفس المدة.
والسؤال هنا: ما هو الحل لإيقاف هذه المجزرة؟ أرى أن الحل سيكون بتطبيق نظام القيادة الآلي حيث يتوقع أنه بحلول عام 2040م ستكون ثلاثة من كل أربع سيارات ذاتية التحكم بدون سائق بشري، وفي أستراليا تقوم شركة التعدين ريو تينتو باستخدام 45 شاحنة ذاتية القيادة في اثنين من مناجمها؛ وأتمنى أن نتجه جدياً لتطبيق هذا النظام في المملكة والخليج.
من ناحية أخرى، فسبب تركيزي في هذه المقالة على الشاحنات هو أن نسبة حوادث الوفاة تزيد احتمالاتها 35% على طرق الشاحنات مقارنة بالطرق الأخرى، وللدكتور شكري السنان طرح جميل بجريدة "الرياض" (16/6/ 2016م) عن أسباب حوادث الشاحنات، والتي من أهمها أن نسبة كبيرة من سائقي الشاحنات غير مدربين وليس لديهم الوعي الكافي والانضباط، مما ينتج عنه في النهاية حوادث الوفاة.
ولاشك أن كل جهة مختصة تبذل ما في وسعها في هذا الملف؛ ولكني أقترح الآن، وحتى انتشار تقنية الشاحنات الذكية، أن يتم الترحيل مباشرة ودون عودة لأي سائق شاحنة يخالف الأنظمة المرورية ويعرض حياة الناس للخطر!.
قد أبدو قاسياً، ولكن حياة الأبرياء أهم من أرباح شركات النقل مجتمعة.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2017/04/28