انخفاض أسعار الأراضي والفلل !
طلال القشقري
حسب صحيفة المرصد، صرّح وزير الإسكان مؤخّراً أنّ أسعار الأراضي والفلل انخفضت بنسبة ٩٪ و ٨٪!.
وما يُفهم من التصريح هو أنّ النسبة جيّدة وأنّ أسعار الأراضي والفلل أصبحت أقرب لدخل المواطن!.
ومع احترامي للوزير وتصريحه، أقول إنّ معيار جودة أيّ نسبة انخفاض وبالتالي قبولها يكون بمقارنتها بنسبة ارتفاعها قبل بدء الانخفاض، ونسبة ارتفاع أسعار الأراضي والفلل كما يعلم الجميع هي مئات عديدة في المئة، ولهذا فعندما تنخفض بنسبة ٩٪ و٨٪ فلا يمكن اعتبارها نسبة جيّدة بل متواضعة، وهي تشبه من يرجع إلى الخلف ١٠ خطوات ثمّ يتقدّم خطوة واحدة إلى الأمام ويعتبر ذلك إنجازاً غير مسبوق!.
وحتى مع نسبة الانخفاض هذه، فإنّ أسعار الأراضي والفلل لم تقرب من دخل المواطن، اللهم إلّا إذا كان المواطن ذا الدخل العالي لا المواطن ذا الدخل المحدود والمهدود، الذي لا يستطيع الادّخار من راتبه ولا هللة واحدة، بل أصلاً لا يكفيه راتبه لتلبية احتياجاته الأساسية لا الكمالية!.
أنا أؤمن أنّ الأفضل من التصريحات في الوقت الحاضر هو المزيد من العمل لوزارة الإسكان، وأقصد بالعمل: العمل الجبّار الذي يمكن كتابة كلمة (جبّار) بـ ٧ أحرف (ا) ممدودة، أي (جبّااااااار)، والعمل الطويل طول الجبال، والعريض عرض البحار، حتى تكون الوزارة الجهة التي نتمنّاها، والتي تُرغِم تُجّار العقار والبناء على تخفيض أسعارهم بعد أن يجدوا فيها المنافس الشرس الذي يُنتج من الوحدات السكنية ما هو أكثر وأجود وأسرع وأرخص منهم، فيُقبِل عليه الناس ويهجرونهم هم، فيخشون الكساد ويُخفّضون أسعارهم، وغير ذلك تظلّ الوزارة مجتهدة لا أكثر ولا أقل، فتفرح بنسبة انخفاض لا تُسمن ولا تُغني من جوع!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/29