ما اُكتشف وما لم يُكتشفْ
عبدالعزيز المحمد الذكير
أيّ متتبع لأخبار الجهود التي تُبذل لمكافحة إدخال المخدرات للوطن سيجد أن الصحافة اليومية لا تكاد تخلو من أخبار إحباط عملية أو صفقة، وبكميات هائلة حتى أن المرء لا يُصدق أن هذا الكم مطلوب في الأسواق. ولو لم يكن كذلك لما غامر المهربون والموزعون باقتناء تلك الكميات الكبيرة.
أقول إذا كانت تلك الكميات هي المجموعة التي اكْتُشفتْ، فما عسانا أن نظن بالقدر الذي لم يُكتشف.
ينطبق هذا القول على تصنيع المسكر، فكل يوم نقرأ عن اكتشاف مصنع كامل التجهيز يصنع ويوزع من تلك السموم الممنوعة عالميا، ولو لم يجد "المستثمر" عملاء لما كلّف نفسه باستثمار خطير كهذا.
وصناعة واستهلاك الخمور لا تخرج عن هذه القاعدة. فالأرقام الرسمية التي تدلي بها الجهات الرسمية المسؤولة عن المخدرات والمسكرات، تكشف بوضوح تزايد الإقبال على الخمور من طرف طائفة لم تُحص بعد من الشباب السعودي وأيضا من طرف الأجانب الوافدين على المملكة.
والمجالس التي تتحدث عن تلك العمليات تزعم أنها من صنع وتنظيم غير وطنيين، يبدأ نقاش وينتهي إلى لا شيء بين السعوديين الذين ينقسمون بين مشككين لوجود مثل هذه الممارسات في المملكة، وبين من ينسبون كل هذه "الشرور والخبائث" إلى الأجانب الوافدين لأنهم تعودوا في بلدانهم على معاقرة المسكر، ولا يستطيعون الخلاص من هذه العادة.
لكن الذي يدعو إلى العجب أننا حتى الآن لم نرَ الإحصاء الرسمي الدقيق والعلمي والمحايد ليقول لنا لماذا نكاد نكون ضمن الأوائل في استقبال المخدرات وتصنيع المسكرات.
ثم إنه مع طول التعاطي وزيادة الجرعات لا بد أن يكون في السجلات ثمة وفيات، ومن دون ذكر أسماء وأسر أين الإحصاء والأعداد، لأنه معروف أن المسكر الوطني ذهب ضحيته أناس كُثُر، وكذلك نوع معين من العطور.
تجلب هذه المناسبة أبياتا من قصيد إيليا، تقول:
يَشرَبُ بِنتَ الكَرمِ بَعض الناسِ
لِكُربَةٍ في النَفسِ أَو وَسواسِ
وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ في فَرَحٍ
وَبَعضُهُم لِأَنَّهُ في تَرَحٍ
وَبَعضُهُم كَي يَستَرِدَّ الأَمسا
وَبَعضُهُم يَجرَعُها كَي يَنس
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2017/05/07