شركة الكهرباء: تحفر ولا تحسن!!
سالم بن أحمد سحاب
بالنسبة لي شخصيًّا الشركةُ السعوديَّةُ للكهرباء لغزٌ محيِّرٌ، وعلامةُ استعجابٍ كبيرة! لماذا؟ لأنَّها من أكثر الشركات نفعًا للنَّاس، لكنَّها في الوقت نفسه من أكثرها إضرارًا ببيئة النَّاس! كيف؟ هي تحفرُ لتُقدِّم الخدمة الأهم في حياة الإنسان، فالماءُ مقدور عليه عبر صهاريج (المقاول)، ومياه المجاري الآسنة سهل التخلص منها بفضل الصهاريج (الصفراء)، التي باتت علامة فارقة في حياتنا، بل وماركة مسجلة باسم مدننا مهما كبرت، ومهما تمدَّنت، ومهما تقدَّمت. والهاتف الذي كُنَّا نسعى إليه عبر (واسطات) لا أول لها ولا آخر، نترجَّى هذا، ونتخضَّع ذاك، بات هو يسعى إلينا من خلال دعايات وإعلانات، نصفها مضروب، ونصفها الآخر الحذر منه مندوب.
شركة الكهرباء يا سادة يا كرام تحفرُ جيدًا؛ لأنَّ الحفر سهل، وأمَّا إعادة الوضع إلى ما كان عليه، فيدخل في باب الوهم. ولستُ أدري أيّ معادلة تطبِّقها شركتنا الوطنيَّة في هذا المضمار!! صحيح أنَّ الحفرَ جزءٌ من الهدم، وأنَّ إعادةَ الدَّفنِ والتسوية والسفلتة هي جزءٌ من البناء، وأنَّ البناء على درجات، منها مقتصد (شغل أبو ريالين)، ومنها وسط، ومنها المستوى المحترف الذي يُفترض أن شركة عريقة مثل (كهرباء السعوديَّة) تفعله دائمًا.
ولعلَّ الدليل لا يخفى على مواطن راشد في جدَّة تحديدًا! وأمَّا أكبر دليل، فهو ماثل للعين منذ سنوات، يمر عليه الناس صباح مساء، ولا يملكون إلاَّ القهر والتحسُّر. الموقع يا سادة هو الشارع المحاذي لسور جامعة الملك عبدالعزيز من الشمال، والذي ينتهي من الناحية الشرقيَّة عند مدخل مساحة كبيرة من الأرض تملكها الجامعة (ولا تزال!) ثمَّ أجَّرتها للشركة. ولأنَّ في الموقع محطات توزيع، فإنَّ الحفرَ لا يكاد يتوقف إلاَّ قليلاً! وتلكم عمليَّة هي الأخرى غير مفهومة! لماذا لا يُحفر المطلوب مرَّةً واحدةً، أو مرَّتين، أو ثلاث مرات على أسوأ تقدير؟ لكن الذي يجري هو شكوى الشارع من كثرة الحفر، وكأنَّ الشركة المرموقة مؤسَّسة تجاريَّة شعبيَّة، مهمتها (الحفر تحت الطلب)، فكلَّما بلغها طلب بإيصال التيار، أمرت متعهدها بشنِّ حرب على الأسفلت لمئات من الأمتار في اتِّجاهاتٍ مختلفة.
صراحة الشركة السعوديَّة للكهرباء لها (فلسفة) غير!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/05/11