أين التفاعل؟!
مازن عبدالرزاق بليلة
صرخاتُ طفلٍ معذًّبٍ، أو صفعةُ فتاةٍ في ساحةِ الحرم، أو أبناءٌ يُقيِّدُون والدَهم المسنَّ، أو شغَّالةٌ تُسيءُ معاملةِ طفلٍ، أو قتلٌ واضطهادٌ للبيئة الفطريَّة، كلّها تجدُ تفاعلاً فوريًّا على السوشيال ميديا، وتجد المسؤولين يتجاوبُونَ، وتجد المشكلة طريقها للحلِّ بالتَّفاعل الإيجابيِّ، إلاَّ في حالةِ المتقاعدِ البيشي الحزين، حيثُ لم يتدخَّل أحدٌ حتَّى الآن.
تداول ناشطُونَ سعوديُّونَ على مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ مقطعَ فيديو ظهرَ فيه مواطنٌ يعيشُ في سيَّارةٍ قديمةٍ منذ ثلاث سنوات، وتحدَّث المواطنُ في الفيديو قائلاً: إنَّه «مصلح سعيد الغامدي»، لاعبٌ سابقٌ في نادي النَّصر، يسكن في سيَّارة قديمة في بيشة، ويعاني من الفقر، ودعا ناشطون إلى مساعدة هذا المواطن بتوفير مسكن له.
ثلاث سنوات ليست سهلةً، وليست قليلةً، والدليل أن قيظ الحر، ولسعة الشتاء لا ترحم، إضافةً إلى الأمطار والغبار والأتربة؛ لأنَّ السيَّارات لا تصلحُ، ولم تُهيَّأ للمعيشة، وتظلُّ حياة «مصلح الغامدي» سرًّا من أسرار الحياة، كيف يستطيع الإنسان أن يُجابهَ شظفَ العيش، وقساوةَ الظروف بقلبٍ راضِ، وبدون تذمُّر، ويتقبَّل الحياةَ بحلوها ومرِّها.
استمراره منقبةٌ، ولكن لنا مفسدة، كيف يعيش مواطنٌ بهذا السوء، بدون مساعدةٍ، وبدون تدخُّلٍ من وزارة العمل والشؤون الاجتماعيَّة، التي من صُلبِ عملها مراعاة مثل هذه الحالات، والتَّفاعل معها، وإدخال السعادة والسرور في قلوب أصحابها.
الخبر عندما قرأتُه لأوَّل مرَّة، لم يلفتْ انتباهي، على اعتبار أنَّ وزراة العمل والشؤون الاجتماعيَّة سوف تتدخَّل، خصوصًا وقد تعوَّدنا من المُتحدِّث الرسميِّ لها، الأستاذ خالد أبا الخيل، سرعة التَّفاعل الإيجابيِّ، ولكن عندما أُعيد نشره على قناة الحرَّة، كان من الواجب التنبيه له.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
بدونِ الرؤيةِ لنْ نُحقِّقَ شيئًا، وبدونِ التَّفاعلِ والتَّكافلِ، نحنُ صفرٌ.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/05/12