حق الحياة!!
عبدالعزيز الصويغ
إنَّ الحقَّ في الحياةِ هو من أبسطِ الحقوق الطبيعيَّة التي يصعبُ أنْ نتخيَّل أنَّ هناك مَن يُعارضها، أو يتجاوزها، فهو حقٌّ أصيلٌ تنصُّ عليه مواثيقُ حقوقِ الإنسان. لكنَّ الغريبَ أن يُشككَ أحدٌ في بعض المجتمعات العربية في هذا الحقِّ. فحين يعطي المواطن العربي ولاءَه للقائمِينَ على دولتهِ، فهو يُبادلُ هذا الولاءَ بضمانِ حقِّه في الحريَّةِ في الحياةِ، وعدم التعرُّضِ لإيذاء مَن يُفترضُ أن يكونَ مهمَّتهم حمايته، وتوفير الأمن والأمان له.
****
يروي بهاء طاهر في كتابه: (أبناء رفاعة)، وصف الجبرتي، وغيره من مؤرِّخي العصر كيفَ كان المماليكُ، وجندُ الانكشاريَّة يلعبُونَ بسيوفهم في رقابِ النَّاسِ للسلبِ والنهبِ، أو لمجردِ شهوةِ القتل، فكان هذا، وما كان ينزل بالناس من مجاعات وأوبئة سببًا في القضاء على عددٍ كبيرٍ من سكَّان مصر في ذلك الزمان. ولم تكن محاكمة المتَّهمين قبل إصدار حكم الإعدام، تتجاوز الصورة التالية: «ثمَّ جاءوا بهِ (أيّ المتَّهم) فقطعوا رأسه»..!
****
لم يخرج الأمرُ في العديد من المجتمعات العربيَّة عن تلك الصورة، ولم يتمكَّن الإنسانُ العربي في تلك المجتمعات أن يعي حقوقَه الأساسيَّة، ثمَّ يحصل على بعضها، إلاَّ بجهودٍ كبيرةٍ قام بها جيلٌ من المثقفين، ومصلحون وضعوا مصلحةَ وطنهم نصب عيونهم، كانوا حريصين على إدخال إصلاحاتٍ أخذ مجتمعهم بفضلها يكتسبُ بالتدريج حقوقًا كان محرومًا منها، بل كان كثير من مواطنيهم لا يعرفون حقَّهم فيها، ولا استحقاقهم لها، لتصل مجتمعاتهم إلى أولى عتبات الحرية.
# نافذة
:
الأوطانُ أولاً.. والإصلاحُ هو أقربُ الطرقِ لتحقيقِ الأهدافِ الكُبرَى للمجتمعِات الانسانية.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/05/18