الدول الكبرى ومصالحها الشرق أوسطية
عبد المحسن يوسف جمال
تهتم الدول الكبرى بمصالحها الحيوية في مختلف أنحاء العالم، وتعمل جاهدة على إيجاد تحالفات لتحقيق ذلك بالترغيب تارة، وبالترهيب تارة أخرى.
من هنا، فإن تدخلات الدول الكبرى أصبحت أحد أهم التحديات التي تواجه دول المنطقة، مما خلق اصطفافات جديدة تقسم المنطقة إلى تكتلات متواجهة، وأطراف متحاربة.
ومن المفارقات أنه بينما تجتمع الدول الكبرى دورياً لتقاسم النفوذ، وحل خلافاتها، فإن دول المنطقة تزداد خلافاتها وعداواتها.
وتدخل الدول الكبرى أفقد الكثير من الدول سيادتها على أراضيها وعلى قرارها الوطني، مما جعل قرارات الدول مقيدة بما تطمح إليه تلك الدول.
لذا، فإن تنامي نفوذ الولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة أخرى، يخلق تحديا جديا لدول الشرق الأوسط، التي ستحسب ألف حساب قبل اتخاذ أي موقف بهذا الاتجاه أو ذاك.
ومما يزيد الأمر تعقيدا للدول العربية أن الأمم المتحدة، ومن خلال القرارات التي تدعمها الدول الكبرى، سحبت ملفات الصراعات العربية من جامعة الدول العربية، وعينت مبعوثين خاصين من قبلها لإيجاد حلول للصراعات فيها.
وهذا يفقد هذه الدول حقها في إيجاد حلول ذاتية لمشاكلها، ويجبرها على الالتزام بالحلول الدولية.
وإذا عرفنا أن السياسة ليس فيها صديق دائم أو عدو دائم، فإن الرهان على صراعات الدول الكبرى قد لا يكون مريحا، خاصة أن هذه الدول قد تتبادل مصالحها على حساب الدول الأقل نفوذا.
ومما يزيد الأمر صعوبة على بعض الدول الشرق أوسطية، ومنها العربية، أنه ليس لها خيار إلا الاصطفاف مع إحدى هذه الدول الكبرى، لأن العالم أصبح اليوم تحالفات دولية، وإن كان على حساب سيادة الدولة نفسها.
لذا، فإذا أردنا أن نعرف خطوات الدول المستقبلية، فعلينا دراسة توجهات الدول الكبرى ونتائج لقاءاتها.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2017/05/20