الحقوق.. الحقوق بالبشر..!
د.محمد بن إبراهيم الشيباني
«إذا بغيت صاحبك دوم حاسبه كل يوم».. مثل كويتي، وقديم مناسبة هذا الكلام السؤال عن حقوق عمالة الوزارات الحكومية التي تستقدمها شركات النظافة وتوزعها على الوزارات والهيئات وغيرها، وتمر الأشهر الثلاثة والأربعة بل تصل إلى الستة ولا تصرف رواتبهم المستحقة لهم! وأغلب الوزارات وغيرها لا تعالج هذا الموضوع المزمن أو الداء العضال، ففي الماضي كانوا يخرجون في اعتصام أو احتجاج ليوصلوا صوتهم إلى المسؤولين، أما اليوم فقد خاف الجميع من بطش أصحاب بعض هذه الشركات ومديريها من الذين تاهت الرحمة والشفقة من دساتيرهم وقوانينهم.
يحدثني أحد المسؤولين في إحدى الوزارات حيث قال: لا أسلم حقوق الشركات على الوزارة إلا إذا أثبت لي مسؤولوها وبالكشوف أن العمال قد تسلموا رواتبهم مع متابعتي لذلك وإلا فلا يتسلمون مني شيئاً يذكر.
أقول كفو، ولكن كم من مسؤول في وزارات الدولة مثل هذا الرجل الشهم الرحيم؟ قليل أو لا يكاد يبين في خضم الرشى والأعطيات وصرف النظر والتغاضي في سبيل تلك الآفات، والقذر الذي يصدر عن النفوس الخبيثة التي بعد أن تأخذ حقها كاملاً تعبث بحقوق عمالتها وتبخسها حقها وكأنها لا والي لها ولا أسر تنتظر بفارق الصبر من أولادها أو أزواجها ممن يعملون هنا عندنا ما يسدون به رمق الحسرة والفاقة والبؤس الذي تعيشه تلك المجتمعات والأسر فيها، والأسر هناك لا من معيلها الذي تركها للإنفاق عليها وحمايتها عندما تركها ولا هو من الإنفاق عليها وستر حالها من آفات الدنيا ومصائبها وكوارثها التي لا تعد ولا تحصى في البلاد الفقيرة عندما فارقها هؤلاء للرزق عندنا وعند غيرنا من الدول، وهذه الدول التي قد تكون بجانب بؤس شعوبها اضطراب أحوالهم بالحروب والكوارث الطبيعية التي تفني الأخضر واليابس والعمار وغيره.
.. والله المستعان.
* * *
• مثال
عمالة المساجد في وزارة الأوقاف من الذين مر عليهم الآن قرابة ثلاثة أشهر ولم يتسلموا رواتبهم! هذا مثال واحد، وهناك أمثلة كثيرة وبائسة بالنسبة إلى هذه العمالة المسكينة حتى وظفوا في أعمال فوق أعمالهم وطاقتهم، فوالله لولا الله ثم الناس يعطونهم نظير خدمتهم لماتوا هنا وماتت أسرهم هناك. فالرحمة يا من نزعت من صدوركم الرحمة والشفقة والعطف على هؤلاء البؤساء.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2017/05/23