الوجه الآخر لترامب..! (1ــــ 2)
علي أحمد البغلي
دونالد ترامب الذي أثار الدنيا ولم يقعدها في هذا الجزء من العالم باجتماعه مع القادة الخليجيين والإسلاميين والعرب، وقادة إسرائيل، ثم بابا الفاتيكان.. ترافقه زوجته وابنته الحسناوتان، اللتان أثارتا اهتماماً يعادل ــــ إن لم يكن يفوق ــــ المباحثات والصفقات التي يمكن أن تعيد ترامب مؤقتاً إلى قاعة الرؤساء الأكثر شعبية في أميركا، ولو مؤقتاً، لأن خلفه القضية الشائكة باتصالات أفراد حملته الانتخابية الرئاسية الأخيرة مع الروس..
وهذا ليس بموضوعنا.. موضوعنا عن كتاب سينزل الأسواق نهاية الشهر الجاري من «دار الساقي» البيروتية تحت عنوان «ترامب بلا قناع» رحلة من الطموح والغرور والمال والنفوذ.
وهذا الكتاب هو ترجمة لكتاب صدر باللغة الإنكليزية لتعريف الناخب الأميركي بدونالد ترامب، عندما كان منشغلاً في الانتخابات الأميركية الرئاسية الأخيرة نهاية العام الماضي.
* * *
الكتاب يصف كيف رافق ترامب عشرات الصحافيين في طائرة ضخمة تحمل اسمه إلى مسقط رأس والدته في إحدى قرى أسكتلندا الصغيرة.. مساعدو ترامب أنزلوا صناديق كتب لإهدائها لأهالي القرية الفقراء، حملت عناوين مثل «ترامب: كيف تصير غنياً»، و«إياك والاستسلام».
ترامب نزل من الطائرة بشعره الذهبي المصبوغ المتطاير وبربطة عنق طويلة.. واستقل سيارة ماركة «بورش كايين» في الطريق المتعرج (7 أميال) حتى وصل إلى أحد خلجان المنطقة إلى مجموعة منازل متواضعة تدل على فقر ملاكها.
أحد هذه المنازل رمادي اللون، كتب عليه عبارة تونغ 55 Tong.. ترجّل ترامب من سيارته واختلس النظر إلى داخل المنزل.. كان المنزل متواضعاً إلى حد أنه لم يحتمل بقاءه لأكثر من سبع وتسعين ثانية ـــ كما يقول الصحافيون ـــ المرافقون له في رحلته إلى جذوره!! والتقطت له عشرات الصور، نشرت في ما بعد تحت عنوان «ترامب يزور مسقط رأس والدته كاري آن ماكلويد» في أسكتلندا..
والدته الأسكتلندية الجذور.. نشأت في تلك البقعة النائية مسقط رأس والديها وأجدادها وأسلافها والأخوال والعمات.. أم ماري كانت تعنى بالمزرعة؛ فقد كانت حياة شحيحة، وصفتها إحدى الوثائق التاريخية بأنها «أرض قذرة على نحو لا يوصف».. كانت أبواب المنازل منخفضة حتى كان السكان يضطرون إلى الزحف للدخول إليها والخروج منها!!..
وللحديث بقية.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2017/05/28