إبراهيم محمد باداود
لم تكد الكثير من الأسر تعيد توازنها وتعمل على ضبط برامجها، بعد قرار تقديم الامتحانات النهائية قبل شهر رمضان المبارك، وانشغالهم بمتابعة أبنائهم خلال تلك الفترة، إلا ودخل شهر رمضان المبارك، والذي تختلف فيه المواعيد والبرامج اختلافاً جذرياً عند بعض الأسر، إذ يصبح نهار البعض ليلاً وليلهم نهاراً، ويتم خلاله -وللأسف- تأجيل العديد من البرامج إلى ما بعد شهر رمضان المبارك وذلك بحجة الصيام.

إجازة هذا العام هي أطول إجازة تُقدِّمها وزارة التعليم، والناس بشكلٍ عام في الإجازات ينقسمون إلى فريقين: فريق يفرح بهذا الموسم، لأنه يعلم بأنه سيستفيد منه فائدة كبرى وسيقوم خلاله بإنجاز كثير من المشاريع التي كانت مؤجلة حتى يحين هذا الموسم، وفريق آخر يجد في هذا الموسم فرصة للنوم والاسترخاء والكسل طوال النهار، والتسكع في الليل، ثم يصرخ في نهاية الإجازة بأن كل شيء انقضى بسرعة، وأنه لم يفعل شيئاً طوال الإجازة.

بالرغم من أن الإجازة بدأت فجأة، إلا أن بعض الأسر تحرص باستمرار على وضع برامج وخطط لتلك الإجازات، تشمل الزيارات الأسرية والرحلات الترفيهية والسياحية، وكذلك البرامج الثقافية، وبعضهم يحرص على وضع برامج صحية ورياضية، وبعضهم تكون لديه مشاريع هامة واستراتيجية، فتجده يستغل بداية الإجازة لتنفيذها، والبعض الآخر يعمل على الاستفادة من الإجازة في إنهاء بعض المعاملات الحكومية، والتي لم يساعده الوقت في إنجازها خلال فترة الدراسة وغيرها الكثير والكثير من الأمور التي يمكن أن يتم الاستفادة من وقت الإجازة في إنجازها.

الأبناء في المقابل يحتاجون إلى مَن يساعدهم في الاستفادة من وقت الإجازة، ووضع برنامج مناسب لهم خلالها، وبعض الأسر تترك الأبناء بمفردهم اعتقاداً منهم بأنهم سيقومون بأنفسهم بوضع برنامج مفيد لهم في الإجازة، ثم يبدأون بمعاتبتهم وانتقادهم بأنهم لم يستفيدوا من إجازتهم على الوجه المطلوب، وهذا الأمر قد يكون صعباً عليهم، والأولى على تلك الأسر أن تُقدِّم للأبناء الخيارات المطروحة للاستفادة من الإجازة، ومنها (برنامج إجازتي) الذي تُقدِّمه وزارة التعليم من خلال الأندية الموسمية التي تشرف عليها، والذي يتضمن خمسة مسارات: تشمل مساراً ترفيهياً ووظيفياً وسياحياً وتطوعياً ومساراً تقنياً، وقد وُضع البرنامج بعناية، ويُشرف عليه خبراء ومختصون لمساعدة الطلاب في استثمار إجازتهم وأوقات فراغهم بما يفيدهم.

تحتاج الأسر أن تعمل مع الأبناء على الاستفادة من أطول إجازة، وأن لا يُفرِّطوا فيها، وأن يتعاملوا معها بكل جدية واهتمام، فهي كنزٌ ثمين، إذ لا شيء أغلى من الوقت، والذي متى ما استفاد منه الإنسان بالشكل المناسب، فإنه يُحقِّق الكثير من الإنجازات المهمة.
    
صحيفة المدينة