التوتر النفسي في شهر الطمأنينة
جعفر الشايب
شهر رمضان الكريم هو شهر الإيمان والفضيلة والعبادات التي تخلق أجواء روحانية ومزيدًا من الطمأنينة في النفوس، ومن المفترض أن تتقلص فيه حالات التوتر والانفعالات السلبية إلى أدنى حد.
لكن ما هو ملاحظ أنه خلال الشهر الكريم ترتفع حالات التوتر لدى الكثيرين بصورة تنعكس سلبا على انفعالاتهم وسلوكهم الذي يتحول في بعض الأحيان لممارسات مذمومة لا تتوافق مع أهداف الصيام ومقاصده في هذا الشهر.
هناك معلومات تشير إلى ارتفاع في نسبة الحوادث المرورية خلال شهر رمضان قد يكون مردها إلى زيادة السرعة وازدحام السير، ويلحظ ضعف الاهتمام بأنظمة وقوانين المرور تحت أعذار الصيام وما يتبعه.
وتذكر صحيفة المدينة أن محاكم المملكة شهدت 7836 قضية خلال الأربعة الأيام الأولى من شهر رمضان الحالي حسب تقارير وزارة العدل، نصفها تقريبا (3527) قضايا أحوال شخصية. كما كشفت الإدارة العامة للهلال الأحمر السعودي «أن غرفة العمليات - بمحافظة جدة وحدها - تستقبل خلال الساعتين الأخيرتين قبل الإفطار نحو 40 بلاغًا، 20 منها عن مشاجرات لم تنته في وقتها» قد تعود لعدة أسباب منها العجلة والصداع.
وفي مقابلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية أوضح قاضي دولة فلسطين محمود الهباشي أن قراره بحظر تسجيل جميع حالات الطلاق في المحاكم طوال شهر رمضان المبارك يأتي لمحاولة الحد في ارتفاع المعدلات خلال الشهر عنه في باقي العام، مقدرا الارتفاع بعشرين بالمئة.
لم أجد هناك دراسات علمية موثقة حول تأثير الصيام على سلوك الأفراد، مع علمي بوجود بعض الدراسات حول تأثير المناخ في الانفعال السلوكي لدى الأفراد. ولعلنا نحن بحاجة لمثل هذه الدراسات السلوكية في مجتمعاتنا مادامت هذه المعلومات والأرقام صادمة فعلا وتدعونا للتأمل والبحث في هذه العلاقة، وبالتالي معالجة ما ينتج من انفعالات سلبية لدى البعض قد تتعدى الأفراد أنفسهم.
من المؤكد أن غايات الصيام وأهدافه هي خلاف هذه السلوكيات والنتائج التي يظهرها البعض، ولكن الكلام والحديث الوعظي لحاله قد لا يكون كافيًا في الحد من مثل هذه الممارسات. والغرض هو أن تتحقق مقاصد الصيام في هذا الشهر الكريم من سكينة وطمأنينة واستقرار وروحانية وحب لعمل الخير.
جريدة اليوم
أضيف بتاريخ :2017/06/05