السفارة في العمارة!!
عبدالعزيز حسين الصويغ
من المؤلمِ أن تتراجع القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ يومًا بعد يومٍ، لتستقرَ في أدنى جدول اهتمام السياسة العربيَّة، والأكثر ألمًا هو تدهور موقف السلطة الفلسطينيَّة من التمسُّك بالثوابت الفلسطينيَّة المعروفة. فلم يبقَ من كلِّ مواقف السلطة إلاَّ قضيَّة واحدة ترفعها كعلامة انتصار مع كل رئيس أمريكي جديد، وهي عدم نقل السفارة الأمريكيَّة إلى القدس. فبعد اجتماع محمود عباس رئيس السلطة مع ترمب، ظنَّ أنَّه أقنعه لتأجيل نقل السفارة، مع أنَّها سياسة تسير عليها كافَّة الإدارات الأمريكيَّة، رغم إعلان المرشَّح للرئاسة عزمه على نقل السفارة، فهي مع غيرها من الثوابت لا يخرج عنها أيُّ رئيس جديد.. أمَّا الثابت الأهم، مهما اختلفت نظرة الرئيس،
هو التأييد المُطلق لإسرائيل.
** **
انتقلت السفارة الإسرائيلية في القاهرة من «العمارة» التي كانت تقطنها في قلب العاصمة المصريَّة، بعد سنوات من الاحتجاج على وجودها هناك. لكن هذا الانتقال لم يُغيِّر شيئًا من حقيقة وجود السفارة في منطقة أخرى، وعمارة أخرى.. فقد استمرت العلاقات المصريَّة الإسرائيليَّة كما هي. لذا فنقل واشنطن لسفارتها للقدس، أو إبقائها في تل أبيب لن يُغيِّر من حقيقة الموقف الأمريكي، وتأييدها المُطلق لإسرائيل في كل مواقفها وسياستها
تجاه الفلسطينيين، وتجاه العرب جميعًا.
** **
أخيرًا.. موقف السلطة الفلسطينية من قضية نقل السفارة يمكن تشبيهه بملكية صك يُؤكِّد حقك لدار يقطنها شخص آخر بالقوة، واعتراف شيخ الحارة بأنَّها دارك، وبحقك في استعادتها. فلا أنت استفدت من ملكيَّة وثائق تُثبت الملكيَّة، ولا من تأييد شيخ الحارة اللفظي لك بأحقيتك في ملكية
دارك وحقك في استعادتها.
#نافذة:
(ترمب لا يمتلكُ رؤيةً واضحةً لحلِّ الصراعِ الفلسطينيِّ الإسرائيليِّ، فهو يتكلَّمُ عن السلامِ وضرورتِهِ، دونَ
وجودِ فكرةٍ أو آليَّاتٍ لتنفيذِ هذَا السلامِ).
د. مخيمر أبوسعدة
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/06/15