بماذا كان يفاخر هؤلاء؟
فواز عزيز
• في مارس 2012 حاولت أن أسأل في مقال: بماذا يفاخر هؤلاء، وكنت أقصد مديري الجامعات؟
• كنت - وقتها - أستغرب من تفاخر بعض مسؤولي الجامعات بمشاريعها الاسمنتية، وكأننا لم نكن نعلم أن تلك الطفرة في المشاريع كانت ثمرة ميزانيات الخير التي تقرها الدولة لمؤسساتها سنويا!
• واليوم بعد هذه السنوات لنا الحق في أن نقيم عمل كل مسؤول في جامعته، فالذي لا تزال مشاريع جامعته قيد الإنشاء أو التعثر؛ لا نستطيع أن نعتبره مسؤولا ناجحا، حتى لو كان أمينا ونزيها!
• الغريب أن بعض المسؤولين الذين كانوا يتحدثون عن مشاريع جامعاتهم قبل 6 سنوات، ما زالوا يرددون الأحاديث نفسها دون أن ينجزوا شيئا يذكر سوى استطاعتهم البقاء على الكرسي طوال هذه الفترة وحتى الآن!
• كانت عندنا جامعات «ناشئة» مضى عليها 10 سنوات، وما زالت «ناشئة» في مبان مستأجرة، حتى لو ألغي بدل «الناشئة» عن منسوبيها!
• في ذاك المقال المعنون «بماذا يفاخر هؤلاء؟» عام 2012 قلت: لم أقرأ ولم أسمع أن مدير جامعة سعودية أو عميد كلية في أي جامعة أو رئيس قسم في إحدى الكليات اختار أحد الطلاب المتفوقين معيدا في كليته دون منافسة وظيفية؛ ليؤكد حاجة الجامعة لطاقاته وتفوقه، وليكون هذا الاختيار حافزا لكل طالب ليكون متفوقا.
• وقلت: بما أن جامعاتنا لا تزال تستقطب غير السعوديين من الأكاديميين والأكاديميات للتدريس فيها، ألا يستحق أن يكون الطالب الأول على دفعته «معيدا» في جامعته دون منة أو واسطة من أحد؟ ألا يستحق جهده وتفانيه في الدراسة وطلب العلم؛ تقديرا من جامعته؟
• في الأسبوع الماضي، قرأت الخبر الذي كنت أتمناه، والذي يقول «اعتمد معالي مدير جامعة الطائف الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان، تعيين الأوائل من خريجي وخريجات كليات الجامعة على وظيفة معيد»، وهذا عمل جميل يستحق الإشادة والتقدير، ويستحق الاقتداء به من قبل بقية الجامعات.
• لو أدرك كل طالب جامعي مستجد بأن وظيفته مضمونة إن تفوق وأصبح الأول على دفعته، فكم طالب سيتنافسون على التفوق؟
(بين قوسين)
• عندي أسئلة كثيرة، لكني أخشى أن يبادرني أحد مسؤولي الجامعات بسؤال مرتد: ماذا تستفيد الجامعة من زيادة عدد المتفوقين فيها؟ فهنا لا يسعني إلا السكوت!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/06/18