الاقتراب من إسرائيل .. فرصة أم جرسة ؟
شريف قنديل
لأسباب عديدة بات مستقراً لدى الوجدان العربي أن إشادة إسرائيل بأي إنسان أو موقف أو كيان هو قمة الهوان! وأن شكرها لشخص هو منتهى القبح!
شيئاً فشيئاً ومع تكرار المواقف الإسرائيلية «الصبيانية» أو «الكيدية» أو «الصهيونية» بات مستقراً في الوجدان أن ما ترضى عليه إسرائيل هو «شر مطلق» وأن ما ترضى عنه هو «كارثة مقبلة»!
والحق أن الاقتراب من إسرئيل سيظل «جرسة» لأن إسرائيل نفسها في ذاتها «جرسة» بل هي «أم الأجراس» والأخيرة في المعجم هي حية خبيثة لها في ذنبها قشور دقيقة تحدث صوتاً عند الحركة كصوت الجرس!
ولأنها - إسرائيل- تعلم ذلك، فقد أضافت سلاحاً جديداً من أسلحة التقزيم أو التشويه أو التسفيه، تستخدمه في الوقت المناسب، كأن تفصح عن لقاء، أو تكشف عن مكالمة، أو تنشر صورة مصافحة..وهكذا!
لاحظ معي أن كل ضربة أو هجمة أو حملة على غزة، كان يسبقها لقاء، وكل عملية اغتيال أو اعتقال في الضفة كان يسبقها زيارة، فإن علا صوت الرافضين الغاضبين، تسابقت ها آرتس ومعاريف على نشر معلومة أو صورة!
تدرك إسرائيل أن غالبية العرب والمسلمين يعتبرونها «ساقطة» ومن ثم فإن البعد عنها غنيمة والاقتراب منها «فضيحة»، فإن كان ولابد من اللقاء، فبدون مصافحة وبدون تسجيل وبدون تصوير «لوسمحت»!
في المقابل، تحرص إسرائيل، والمروجون لديمقراطيتها وضرورة حبها والقرب منها، على مواصلة ألاعيبهم المخجلة، وإلهاء شعوب الأمة تارة بصورة وأخرى بمقابلة..فالمهم حالياً هو المزيد من البلبلة!
يقول اللواء «روعي» قائد وحدة «أجوز» عقب الانتهاء من تدريبات عسكرية في قبرص: إن العمليات تحاكي إنزال القوات في قلب مناطق العدو! ويضيف «إن المهمات قد تكون في غزة أو سوريا أو لبنان»، فإن قال لك المستعجلون على الذهب الإسرائيلي إنها تصريحات قائد عسكري لا يعتد بها في عالم السياسة، فقل لهم اقرأوا تصريح رئيس إسرائيل الذي نشرته «الشرق الأوسط» في عدد السبت الماضي والذي يؤكد فيه من فوق هضبة الجولان السورية إنه آن الأوان لاعتراف العالم بضم الجولان!
ولهؤلاء نقول وعلى الله الاتكال: عندما تجيء الساعة..ستختفون تماماً من كل ساحة وقاعة، وتكتشف الأجيال أن كلامكم فقاعة!
أعني هنا أؤلئك الذين خدعوا الشعوب بمقولات من قبيل أن في إسرائيل ومع إسرائيل فضة وذهباً.. وهم يعلمون قبل غيرهم أنه محض حطب!
أعني أؤلئك الذين يدعون إسرائيل لأن تأتي وتدخل.. وفرشوا لها الطريق بالورود وأضاءوا لها المدخل!
الكلام الذي كتبتموه في الصحف والمجلات وروَّجتم له في الإذاعات والقنوات، وحوَّلتموه إلى كتاب، لا يخطه إلا منافق أو سمسار أو كذاب!
نظريات الحتمية والقوة الجهنمية التي وضعتموها في جرات من خزف، وحذرتم الشعوب من الاقتراب منها، حتى لا تسقط، ستنكسر، وقلوبكم هي التي سترتجف!
يوماً ما سيجلس هؤلاء بل سيحتمون بالبيوت.. ويظلون أسرى للظلام وللعنكبوت.!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/06/20