احتكار التصنيف!
عبدالله المزهر
أصبح أمر التصنيف سهلا وميسورا ويمكن لأي أحد تصنيف أي أحد لمجرد فكرة مختلفة واحدة أو رأي مخالف واحد فقط. لكن الأمر مع سهولته أصبح عشوائيا ويفتقد للترتيب والانضباط. وبحكم تجربتي الشخصية كلاعب محترف مر على جميع القوائم والتصنيفات، ووجد اسمه في قائمتي أصدقاء وأعداء كل التيارات. فإني أفكر في الاستفادة العملية من هذه الخبرة الميدانية في إنشاء مشروع يعتمد على فكرة التصنيف.
ويمكن أن يكون تطبيقا على الهواتف الذكية يستطيع أي غبي من خلاله أن يصنف الناس حسب معايير كثيرة تكون متاحة في هذا التطبيق.
يمكن أن ينشئ المستخدم ـ على سبيل المثال ـ قائمة العار للسعوديين الذين لا يحبون الشاهي في الصيف، أو قائمة العار للسعوديين الذين يضحكون بعد المغرب مباشرة. أو قائمة العار للسعوديين الذين لا يحبون نشرات الأخبار في القناة الأولى، أو قائمة العار للسعوديين الذين لا يصدقون الأخبار. أو حتى قائمة العار والشنار والفضيحة للسعوديين الذين لا يتابعون التلفزيون من الأساس. أو قائمة السعوديين الذين لا يحبون الفول.
وكما تلاحظون فإنه يمكن أن نصنع من خلال هذا التطبيق قائمة لا منتهية من التصنيفات وقوائم العار، ويمكن أن نستعين بكافة الخبرات اللازمة لتخوين أو حتى تكفير من تضمه هذه القوائم عن طريق برامج مساندة تغرد آليا عن الشخص بما يستحق وحسب القائمة التي يتواجد فيها اسمه.
ولأني وطني ـ كما تعلمون ـ فلن أسمح لغير السعوديين باستخدام هذا التطبيق وسأجعله حصريا لأبناء وطني وسأقدمه لهم بأسعار رمزية مع قائمة من الاتهامات والتصنيفات والتحريضات المجانية التي ستكون موجودة في التطبيق تلقائيا عند شرائه. وبالطبع يمكن إضافة اتهامات وتصنيفات جديدة حسب الأزمات والحوادث وستكون بأسعار إضافية رمزية.
وعلى أي حال..
أتمنى أن أجد من يدعم مشروعي برأسمال مناسب وكثير جدا، والفكرة ليست شاذة أو مستغربة، وكل ما في الأمر أن هناك من يريد احتكار الدين وهناك من يريد احتكار الوطنية، وأنا أريد المشاركة في هذه الحفلة واحتكار التصنيف.. ليس إلا!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/06/20