ممرات بديلة لتهريب النفط
مصطفى الصراف
بعد التواجد الروسي في شمال سوريا، وقيامه بضرب أسطول الصهاريج، الذي كان يهرب بواسطته النفط السوري من قبل «داعش» إلى تركيا ثم ميناء جيهان التركي ليجد طريقه إلى المشترين، أصبح من الصعب الاستمرار في تهريب النفط من الممرات نفسها، ولذلك لجأت تركيا، وبحكم امتداد حدودها إلى شمال العراق، بالإضافة إلى حدودها الطويلة مع سوريا، لجأت، كما تردد، إلى إيجاد طرق بديلة لتهريب النفط الذي تسيطر عليه «داعش»، سواء في سوريا أو العراق، من خلال طرق داخل الحدود العراقية، حيث يمكن مرور النفط المهرب.. وربما هذا أحد أسباب دخول القوات التركية أخيرا إلى شمال الموصل، بالإضافة، برأيي، إلى توفير حماية إضافية لـ «داعش» للعمل معاً على إقامة دولة مجاورة لكردستان تحت مبرر أنها دولة لحماية سنة العراق.
وأعتقد ان الهدف هو تقسيم العراق وفق المخطط الذي يعمل عليه الاستعمار الصهيوني الغربي، لإضعاف العراق، وربما وضع الإقليم تحت الوصاية التركية لاستغلال موارده النفطية من ناحية ولتكون فيه قاعدة عسكرية لم يتمكن من الحصول عليها الأميركيون أثناء التواجد الأميركي في العراق من ناحية أخرى.
ولكن يقظة قادة العراق، بالإضافة إلى الشعب العراقي، ووقوفه صفا واحدا في مواجهة هذه المحاولة، جعل تركيا تتراجع في تنفيذ مخططها المتفق عليه بينها وبين أميركا وحلفائها. فكما وقف الشعب العراقي وقادته في وجه الاحتلال الأميركي وقاموا بإجلائه عن أرضهم من دون تمكينه حتى من الحصول على قاعدة له فيها، فإنهم تصدوا لمحاولة تقسيم العراق ونهب خيراته، وأظهروا تفانيهم في الحفاظ على سيادته مهما كانت التضحيات، وتاريخ العراق حافل بمواقفه العربية الأبية ودحره للغزاة والطغاة. وقد خابت محاولات الاستعمار وحلفائه في نشر التفرقة الطائفية بين أبنائه، وسيبقى العراق موحدا عزيزا شامخا ولن يرضى تقسيمه على أساس عنصري أو طائفي أو مذهبي، فالعراق ورغم تعدد أعراقه ودياناته ومذاهبه، عاش فيه العراقيون رغم ذلك التعدد شعبا واحدا يظله علم واحد رغم العديد من المحاولات التي بذلها أعداؤه وعملاؤهم على مر التاريخ.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2015/12/19