تعليم الفتاة.. نهش في الحاضر ورفض الماضي
عبد العزيز المحمد الذكير
التمشي مع متطلبات العمل التنموي جعل التخطيط – في مجمله – لا يخلو من العشوائية. وقد نجد العذر، أو نُبعد اللوم عن مُخططي التربية والتعليم إذا أوجد مدارس في مناطق نائية، بعيدة عن الحضر، يتطلّب الوصول إليها اقتراناً زمنياً قد يجعل السرعة في سير المركبة أحد مسببات الكوارث التي نقرأ عنها في صحافتنا ووسائل تواصلنا الاجتماعي والتي تضع المأساة أمامنا صوتاً وصورة، تُطهر شكل المركبة وتزيد الكدر.
كل وظيفة حكومية أو أهلية لابد وأن يكون عامل الزمن أحد المقاييس فيها.
فالمدرسات اللواتي يخرجن من منازلهن قبل صلاة الفجر، لابد أن يكون سائق المركبة قد سهر الليل أو بعضه في سبيل لقمة العيش، ولا يملك الكفاءة الضرورية لقيادة المركبة الصالون التي تُستأجر لنقل المدرّسات، فهو حتماً سيجنح إلى السرعة التي هي - مع النعاس - سبب من أسباب حوادث انقلاب المركبات بشحنتها البشرية.
في رأيي أن السائق والمركبة والسرعة والطريق ليست السبب المباشر في كثرة الفواجع، ربما كان لتلك دور ولكن بقدر محدود. فالعلة كما يرى الأغلبية من الفاحصين هو الدافع الذي جعل المدرّسات يقبلن العمل – رغم كونه ليس الطريقة المثلى لكسب العيش – في مناطق لا يخلو الوصول إليها من مخاطر، حتى أصبحت تلك المخاطر أو كادت ضمن التوقعات اليومية في حياتهن.
وحسن نية المسؤولين في تلبية مطالب الناس لا يكفي ولا يفتح بوابة للفرج وتوازي خطوط الحاجة مع طوق أو حزام المدن.
الخريجات يبحثن عن عمل، والعمل المتاح هو معلّمة، فالمسألة إذاً ستدوم، ولو ارتقبنا يوماً ما، فإن ذلك اليوم بعيد.
جزى الله خيراً من بادر بطرح حلولاً جدية، لكن على الجهة المسؤولة أن تُصغي بالأسماع والقلوب، وحتى لا يكون تعليم الفتاة مصدر قلق ينهش تفكيرنا، كفاية نهش من لم يقتنعوا أصلاً بتعليم الفتاة في الماضي
السائق والجهات الرسمية وضيق الطرق ليست كل المشكلة.
صحيفة الرياض
أضيف بتاريخ :2017/07/08