آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد بن سليمان الأحيدب
عن الكاتب :
- وكاتب وصحفي - ماجستير في علم الأدوية والسموم عام 1986م عنوان الرسالة “دراسة دوائية مقارنة لسم الثعبانين بيتيس اريتانس (الحية النافثة) وبيتيس جابونيكا (أفعى الجابون)”. - بكالوريوس في العلوم الصيدلية من كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود عام 1981م .

احذروا التطمين القاتل


محمد بن سليمان الأحيدب

أحبتي قراء تويتر والفيس بوك ومتابعي السناب وحتى قراء الصحف الورقية ومواقعها الإلكترونية أنصحكم لوجه الله، لا تصدقوا المعلومة الصحية سواء طبية أو صيدلانية أو غذائية ينشرها أشخاص دون دعمها بمراجع علمية ودراسات وأبحاث منشورة في دوريات ومجلات علمية موثوقة تعتمد تحكيم الأبحاث والدراسات قبل نشرها.

لا تصدق كل معلومة طبية يقولها طبيب من عند نفسه أو معلومة دوائية يدعيها صيدلاني، (وأولهم أنا) أو فائدة غذائية يزعمها أخصائي تغذية، ما لم تكن المعلومة مدعمة بمراجع علمية موثقة، ذلك أن البعض ينصح بناء على انطباع شخصي أو تجربة شخصية محدودة لا تحتمل التعميم، بل إن البعض، وأرجو أن يكونوا قلة، أصبحوا مناديب تسويق بمقابل لأجهزة علاجية ومنتجات دوائية وأنواع من الأغذية.

دعونا الآن من الغش المقصود مدفوع الثمن والذي عايشنا بعضه في الترويج لأجهزة نفسية وأدوية جنسية وأغذية صناعية، ولنحسن النية ونتحدث عن الانطباع الشخصي أو التأثر بتجربة شخصية محدودة لا تقبل التعميم، فجسم الإنسان من التعقيد وتباين الوظائف والقدرات إلى درجة تستوجب الاعتماد على بحث ودراسات تستخدم أعدادا من البشر وأعمارا مختلفة وطيفا أوسع من الصفات والخصائص حتى نخرج بنسبة مقبولة وأقل احتمالية للخطأ في إصدار حكم علمي.

مع كامل الاحترام للطبيب في تخصصه الضيق وخبرته المكتسبة وللصيدلاني في مجاله وتعمقه في المعلومة الدوائية ولأخصائي التغذية وطبيب الأسنان، لكن أيا منهم لا تقبل منه الفتوى غير المدعومة بمرجع علمي ودراسة موثوقة، بدليل أن كثيرا من النظريات والانطباعات ثبت عكسها بالدراسة والبحث الدقيق.

مشكلتنا الكبرى في دول العالم الثالث أننا نهمل الدراسات في كل شأن ونعتمد على الانطباع الشخصي وأحيانا الفراسة التي قد تصدق في معرفة طباع الرجال من ملامحهم لكنها لا تصدق في معرفة طبيعة ما يضرهم وينفعهم دون دراسة.

حتى ذلك الطبيب الذي صرح تويتريا وسنابيا أن النوم أمام المكيف بعد الاستحمام وبشعر رطب ليس سببا للوفاة!، إنما (وهق) الناس بالحديث عن انطباعه الشخصي المبني على أساس أن الفيروسات لا ينشطها أو يضعف القدرة على مقاومتها اختلاف درجات الحرارة، لكنه لم يتوسع في قراءة العلاقة بين التأثير العصبي والعضلي للتيارات الباردة على أجهزة الجسم ومنها الجهاز التنفسي ولو فعل لربما غير رأيه، على الأقل في عدم إطلاق التطمين القاتل.
صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2017/07/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد