مازن عبدالرزاق بليلة

دائماً كنا نسمع في الزمان الغابر عن مكائد القصور، وصراع القوى المتناحرة داخل القصر، للشخصيات القوية، للحصول على امتيازات أكبر أو صلاحيات أوسع، ويبدو أن البيت الأبيض الأمريكي بدأ ينزلق عن مبادئه الديمقراطية، لصالح سياسات صراع القوى ليصبح (القصر الأبيض) بدلاً من البيت الأبيض.

أكلت يوم أكل الثور الأبيض، ربما تنطبق هذه العبارة على مدير الإعلام الجديد في البيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي، فبعد أن تسبب في الإطاحة بكبير موظفي البيت الأبيض جاء الدور عليه، إذ ترك منصبه بعد عشرة أيام فقط من تعيينه، وذكر أحد التقارير الإعلامية طرفة، أن اسمه (سكاراموتشي)، أطول من الأيام القليلة التي قضاها في منصبه.

يُقال إن ترمب هو الذي أقاله، وبالمقابل يقول سكاراموتشي أنه تقدم باستقالته، بيد أن صحيفة نيويورك تايمز كشفت أن سكاراموتشي أرغم على الاستقالة بناء على طلب كبير موظفي البيت الأبيض الجديد جون كيلي.

جون كيلي عسكري، برتبة جنرال، وكان وزيراً للأمن الداخلي في حكومة ترمب، فكم يستطيع أن يصمد في وجه الصراعات والعواصف الداخلية؟ علما بأن سكاراموتشي كان قد أثار عاصفة إثر مقابلة صحافية أهان فيها كبير موظفي البيت الأبيض السابق رينس بريبوس، اضطر بريبوس بعدها أن يترك عمله.

أثار التغيير الأخير في المناصب العليا الذي تضم أيضاً المتحدثة باسم البيت الأبيض، انتقادات بأن إدارة ترمب تعيش حالة فوضى، وأن الرئيس لم يستطع تهدئة بيته الداخلي فكيف يستطيع أن يهدىء العالم الخارجي من حوله، وجاءت استقالة أو إقالة مدير الاتصالات الجديد سكاراموتشي بعد عشرة أيام من تعيينه لتزيد من إحراج الرئيس ترمب رغم احتفائه الكبير به عند تعيينه.

#القيادة_نتائج_لا_تصريحات

يستقيل الخاسرون عندما ينقطعون، ويستقيل الناجحون، فقط عندما يصلون.
 
صحيفة المدينة