مازن عبدالرزاق بليلة

صديقك الذي تكثر من زيارته وعدوك تقلل من زيارته، لكن في الدبلوماسية العكس هو الصحيح كلما زادت العداوة، زاد عدد الدبلوماسيين، وفي الأيام العادية تصافح الصديق وتتجنب العدو، ولكن في الدبلوماسية يجب أن تصافح الجميع، فالصديق قد يصبح عدواً، والعدو قد يصبح صديقاً.

أكدت موسكو عدم شرعية العقوبات الأمريكية ضدها، ووصفتها بأنها ابتزاز يرمي لتقييد التعاون التجاري، معلنة عن ردها الأولي على الخطوات الأمريكية الجديدة المعادية لروسيا، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن على 755 دبلوماسياً أميركياً مغادرة الأراضي الروسية رداً على فرض عقوبات أمريكية جديدة على موسكو.

فوجئنا أولاً أن هناك 755 دبلوماسياً أمريكياً في روسيا، وهما العدوان اللدودان، ولعقود من الزمن كانت الحرب الباردة مشتعلة بينهما، ومقابل الصفعة الأمريكية بتشديد العقوبات، جاءت الصفعة الروسية بأن 755 سوف يغادرون البلاد، يعني سوف تصبح البلاد خاوية من الدبلوماسيين الأمريكيين.

بالمقابل، أعلنت السفارة الأمريكية احتجاجها للجانب الروسى، على الإجراءات الروسية بتقليص البعثة الدبلوماسية الأمريكية، وأن على موسكو الاّ تنفعل بشدة، وذكر بيان للسفارة الأمريكية، أن السفير الأمريكى لدى روسيا، جون تيفت، يعرب عن خيبة أمل شديدة من قرارات موسكو.

كل الاحتجاجات الأمريكية، تعطيك الانطباع، أن بوتين، طرد الجميع، ولم يبقَ إلا السفير ومساعده، وعليه، فالجانب الأمريكي محتج ومنفعل ومنزعج، لكن تتفاجأ ثانياً، بأن تقليص عدد الدبلوماسيين الأمريكيين على الأراضى الروسية تقلص إلى 455 شخصاً، وتتفاجأ ثالثاً بأن هذا العدد المحدد لكي يصبح مماثلاً لعدد الدبلوماسيين الروس العاملين على الأراضى الأمريكية.

يعني إجمالي الدبلوماسيين الأمريكيين الذين كانوا في الأراضي الروسية 1210 وقت الأزمة، وياليت العالم يتعلم منهم أصول البرجماتية الدبلوماسية.

#

القيادة_نتائج_لا_تصريحات

البعض يظل سعيداً، حتى بأقل مما تملكه أنت.

صحيفة المدينة