روحوا لديوان المظالم
علي الشريمي
هؤلاء شباب الوطن أمضوا سنوات عدة من حياتهم للعلم والتطوير في المجال الصحي، كل ذلك من أجل خدمة وطنهم ومجتمعهم.. فهم يستحقون منا كل أنواع الدعم المعنوي والمادي
التصريحات الخشنة لدى بعض المسؤولين في الأجهزة الحكومية والتي يصرون على توزيعها الفترة تلو الأخرى، تؤكد أنهم بحاجة ماسة لدورات مكثفة في التعامل مع الجمهور ومع وسائل الإعلام، فسمعة المنظمات والمؤسسات اليوم تنطلق أولا وأخيرا من العلاقة بين الصورة الذهنية وتكوين الرأي العام، وعليه فإن التصريحات والردود التي تصدر من المسؤول خاصة إذا كانت ترتبط بمطالب شريحة كبيرة من المواطنين يجب أن تكون بلغة أنيقة تحترم فيها عقلياتهم وبالتالي تسهم في تحسين صورة المؤسسة التي تنتمي لها.
قبل أيام قلائل أظهر مقطع فيديو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي جانباً من اللقاء الذي جمع بين عدد من خريجي الكليات الصحية الأهلية، ووزير التعليم لبحث إيقاف المكافآت، حيث ردَّ وزير التعليم عليهم بأن الدولة ليست ملزمة بدفع مكافآت الدراسة لهم، داعياً المعترضين على هذا الإجراء إلى التقدم بالشكوى قائلا: «روحوا لديوان المظالم»!
ليست المشكلة في الاعتراض على مثل هذا اللفظ وإنما في طريقة الرد من مؤسسة تربوية يفترض بها أن تؤثر على الرأي العام بشكل إيجابي، وليس بطمس تفاصيل القضية التي يتكلم عنها الموضوع والهروب بها إلى الخلف، فلطالما اشتكى الكثير من الطلاب من تهرب وزارة التعليم من توضيح حقيقة هذا الأمر بالذات لوسائل الإعلام.
كان من الأفضل الرد مثلا بأن هذا القرار مؤقت وليس دائما وسوف ترجع الأمور إلى نصابها الطبيعي كما كانت من قبل، ونحن على تواصل مع مكتب ترشيد الإنفاق لإعادة المنح ومكافآت الطلاب، وهو رد إيجابي كان قد صرح به وكيل الوزارة للتعليم الأهلي في إحدى القنوات الفضائية.
أو يمكن كذلك التصريح بأن ثمة قرارات قادمة سوف تقلص من ارتفاع رسوم الدراسة المبالغ فيها في الجامعات وكليات الطب الأهلية، وأننا سنقوم بقرارات تخفض من رسوم المؤتمرات وورش العمل، خاصة إذا عرفنا أن الأسعار عالية جدا، وهي كالتالي: متوسط كلفة حضور المؤتمر 2000 ريال، متوسط قيمة المرجع العلمي 500 ريال، متوسط تكلفة الاختبارات الدورية 800 ريال، متوسط تكلفة الدراسة 50 ألف ريال سنويا، مكافأة امتياز طلاب الكليات التطبيقية 2500 ريال، مكافأة امتياز طلاب كليات الطب 9200 ريال. أو يمكن أن يكون الرد بأن هذا القرار سيطبق بدءا من هذا العام فقط على الطلبة المستجدين، حتى لا يكون هناك أي متضررين من هذا القرار، لاسيما إذا علمنا أن هؤلاء الطلبة أعدادهم ليست بالكثيرة على حد تصريح وكيل الوزارة للتعليم الأهلي.
هؤلاء شباب الوطن أمضوا سنوات عدة من حياتهم للعلم والتطوير في المجال الصحي، كل ذلك من أجل خدمة وطنهم ومجتمعهم.. هؤلاء الشباب يستحقون منا كل أنواع الدعم المعنوي والمادي، هؤلاء هم حاضرنا ومستقبلنا، ولا أدري حقيقة بعد هذه التصريحات هل ستكون مهنة الطب مغرية في عيون الأجيال القادمة؟ كيف سيقرؤها الطلاب الجدد؟ بعد هذه القرارات الكثير من الطلاب والطالبات قاموا بالتأجيل حتى إشعار آخر!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2017/08/10