إلغاء وزارة التعليم
فواز عزيز
لست أنا من يقترح فكرة إلغاء وزارة التعليم، بل هو وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى قبل أن يكون وزيرا للتعليم في كتابه «إصلاح التعليم في السعودية» الذي أصدره حين كان مديرا لجامعة اليمامة!
يقول أحمد العيسى: قد تبدو فكرة إلغاء وزارة التعليم فكرة مناسبة.. وقد تبدو فكرة متطرفة في ظل نظام مركزي في الحكم والإدارة في البلد، لكن الإصلاح السياسي أولا، والإصلاح التعليمي ثانيا، يجب أن يذهبا بعيدا إلى عمق أزمة التنمية والنهضة في البلد، وذلك من أجل تحليل أسباب تعثر انطلاقة البلاد لتكون دولة متقدمة، علميا واقتصاديا وتقنيا، فثروات السعودية هائلة ومساحتها كبيرة وخصائصها السكانية متنوعة مما يضيف أبعادا كبيرة إلى التنوع الإيجابي والتكامل الاقتصادي والإبداع الإنساني.
ويرى العيسى أن النظام المركزي الشديد الذي يمنح الإدارات العليا في الأجهزة الحكومية الصلاحيات كافة والتحكم في صنع السياسات والخطط والإشراف على التنفيذ، يلغي العناصر الإيجابية للاختلاف والتنوع، معتبرا أن ذلك يحيل البلد إلى كتلة متشابهة الجوانب والزوايا، تنظر إلى المركز باعتباره المحرك الأساس والوحيد لإدارة عمليات التطوير والتحديث والتنمية.
تعزيزا لفكرة إلغاء وزارة التعليم، وصف العيسى وزارة التعليم بأنها من تلك الأجهزة الحكومية التي أصبحت، بسبب مركزيتها الشديدة وضخامة مسؤولياتها وتشعب إداراتها، عائقا في إيجاد نظام تعليمي متقدم وحديث.. وأشار إلى أن تنظيمها الإداري وأسلوبها المركزي لا يتيحان فرصا للتطوير الحقيقي، بل يخنقان الإبداع والمرونة وتوزيع المسؤوليات!
نجاح محاولات إصلاح الهيكل التنظيمي لقطاع التعليم من الداخل أصبح محدودا، وأصبحت القدرة على خلق جهاز فاعل ميؤوس منها، كما يقول معالي الوزير في كتابه «إصلاح التعليم»؛ لذلك يرى أن تحويل الوزارة إلى هيئة عليا لصياغة سياسات التعليم تعمل كأمانة عامة لمجلس أعلى للتعليم، مهمة في هذه المرحلة، وقدم فكرة جميلة تنص على أن تمنح كل إدارة تعليم في المناطق الإدارية الـ 13 صلاحيات مالية وإدارية تامة بميزانيات مستقلة، على أن يشرف على عملها مجالس التعليم المحلية المنتخبة، ثم ينتقل الإصلاح إلى المدارس بمنح إداراتها صلاحيات جديدة.
وبرر الوزير مسبقا، فشل أي مسؤول يتولى وزارة التعليم، فقال: مهما كان الوزير ووكلاء الوزارة والمسؤولون الكبار من «أولي العزم والكفاءة»، ومهما تمتعوا بميزات قيادية وإدارية، ومهما انخرطوا في دورات إدارية متقدمة؛ فإن البيئة الإدارية المركزية والثقافة المترسبة منذ زمن، تجعل من المستحيل على أولئك المسؤولين أن ينعموا بفرصة للتفكير الهادئ والتخطيط العميق والمناقشة العقلانية للقضايا والمشكلات التي تواجه النظام التعليمي. هنا عرفت سبب فشل معالي الوزير في تطوير وزارة التعليم رغم معرفته المسبقة بمشاكلها وإدراكه لأسباب فشل خطط التطوير السابقة، وأجدني أوافق فكرة الوزير في إلغاء وزارة التعليم، ولعلها تكون على يده، فيسعى لإلغاء الوزارة ومنح إدارات التعليم صلاحيات جديدة وميزانيات مستقلة، لقتل الإدارة المركزية التي تعرقل التطوير والإبداع كما يرى هو.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/09/14