عبدالله المزهر

كنت أنتظر إعلان الميزانية لأكتب هذا المقال وأبيّن فيه للعالمين ما استشكل عليهم في أمرها وأشرح للجهلة ما أعماهم جهلهم عن رؤيته في خباياها، ثم أعرّج على بعض الانتقادات والتوجيهات التي لن تخلو من حكمة وبُعد نظر وإدراك للمسؤولية والواجب الوطني المُلقى على عاتقي.

لكن الميزانية لم تُعلن قبل الوقت الذي يُفترض أن أرسل فيه المقال للصحيفة، وهذا من الأخطاء التي يجب أن تُراعى في ميزانيات الأعوام القادمة حتى أتمكن من إخبار الناس بما يجب عليهم معرفته وحتى لا أبوء بإثم كتم العلم وحجبه عن الناس.

المشكلة الصغيرة التي قد تواجهني حين تُعلن الميزانية هي أني لا أفهم كثيرا ـ ولا قليلا ـ لغة الأموال والأرقام، وكل ما أعرفه عن الأموال أنها كائن غير حي لكنه يطير، فلا أكاد أمسكها بيدي حتى تطير إلى يد غيري ولا تكاد تدخل جيبي حتى تفر منه إلى جيوب العالمين. ولكن هذه مشكلة يسيرة كما أسلفت، فليس من الضروري أن أفهم في أمر ما حتى أفتي فيه، ولا أن ألمّ بعلم ما حتى أدرّسه للناس.

والجهل بالجهل يذكر، يقول الذين ينشرون إشاعات أطلقها أناس آخرون مطّلعون إن الدعم سيرفع عن بعض الخدمات، ولست متأكدا من هذا، ولكنكم حين تقرؤون هذا المقال سيكون الأمر قد اتضح وعرفتم هل مروجو الإشاعات لهم علاقة بالديوانية «اللي عروقها بالماي» على رأي سعد الفرج، أم إنهم داجون مثلي!

وعلى أي حال..
ربما يكون رفع الدعم رافدا مهما للاقتصاد الوطني في ظل الأزمة الحالية، وكنت سأقترح ـ بحكم خبرتي التي سبقت الإشارة إليها ـ أن يتم رفع الدعم عن الهدر المالي غير المبرر وعن الفساد وعن المنح والعطايا والهبات ليكون هذا أيضا رافدا مهما للاقتصاد والوطن والناس، لكن الله سلّم!

صحيفة مكة