من اغتال اللواء عصام زهر الدين ولماذا؟
محمد النوباني
قد يكون من المبكر الحديث عن الجهة التي تقف وراء اغتيال القائد العسكري السوري الكبير عصام زهر الدين يوم الأربعاء الماضي في انفجار عبوة ناسفة جانبية في الآلية العسكرية التي كان يستقلها إلا أن هنالك الكثير من المبررات التي تدفعنا للاعتقاد بان عملية اغتياله نفذتها جهة ما لديها إمكانيات ومقدرة لوجستية واستخبارية متطورة اكبر من داعش انتقاما من هذا القائد على الدور الذي لعبه في إفشال مخططاتهم .
وما يدفعنا لهذا الاعتقاد أن زهر الدين ساهم مساهمة فعالة في كل الانتصارات ، التي حققها الجيش العربي السوري على العصابات التكفيرية ، على امتداد الجغرافيا السورية وآخرها انتصار دير الزور الاستراتيجي الذي شكل انعطافة إستراتيجية في مسار الحرب الكونية التي شنت على سوريا منذ العام 2011 ، لمصلحة سوريا ومحور المقاومة .
فتحرير هذه المحافظة شكل ضربة موجعة لداعمي ومشغلي العصابات التكفيرية لأنه قضى على أحلامهم بتقسيم سوريا أولا ولأنه فوت عليهم الفرصة للسيطرة على منطقة في البادية السورية تحتوي على قرابة 83%من احتياطي النفط والغاز في الجمهورية العربية السورية ،ثانيا ولأنه ضمن عملية التواصل البري بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت ثالثا
فدير الزور تحتوي على أهم حقول النفط والغاز الطبيعي في سوريا بينها حقل العمر ، وحقل الورد ، كما توجد فيها محطات لتجميع وضخ النفط ، حيث تشير بعض المصادر إلى أنه لو تم استخراج هذا الغاز فأن سوريا سوف تصبح ثالث بلد مصدر للغاز في العالم ، وتحتل موقع قطر ، بعد روسيا وإيران .
ويقدر مركز فيريل للدراسات احتياطي الغاز السوري ب 28,5 تريليون متر مكعب ، وهذا يعني أن حجم الغاز المكتشف في إسرائيل يوازي 11% منه في سوريا ، وفي لبنان 8%وفي مصر 31% .
وإذا ما عرفنا بان الولايات المتحدة الأمريكية كانت معنية بمنع الجيش السوري وحلفائه في معسكر المقاومة من الوصول إلى دير الزور بأي ثمن وتمكين العصابات التكفيرية المدعومة من قبلها من الاحتفاظ بتلك المنطقة إلى حين تسليمها لقوات سوريا الديمقراطية الكردية الانفصالية لتكون اكبر حقول الغاز والنفط في سوريا تحت السيطرة الأمريكية ، فأننا سوف نعرف لماذا كان العميد عصام زهر الدين مستهدفا ؟
ولكن وبصرف النظر عن هذه الجزئية المهمة ، فان استشهاد العميد عصام زهر الدين وقبله عشرات القادة في الجيش العربي السوري ، ومن قادة معسكر المقاومة العسكريين ، هو وسام على صدر هذا الجيش العقائدي ، وهذه التشكيلات العقائدية ، التي قدمت وتقدم عقيدة قتالية جديدة ، غير مألوفة في ، جيوش المنطقة ، عنوانها أن القائد يتقدم الصفوف ، قبل الجندي ، ويقول له اتبعني وليس تقدم فيما يبقى هو في الخلف أو في مقر قيادة محصن بعيدا عن الأخطار .
إن جيشا يتقدمه هكذا قادة أشاوس من نوعية عصام زهر الدين لا محالة منتصر ، تماما كما انتصر الجيش الأحمر السوفييتي في الحرب العالمية الثانية ، وكما انتصر الفيتناميون وغيرهم من الجيوش والحركات الثورية على أعداء الشعوب .
نم قرير العين أبا يعرب وتعازينا الحارة للشعب السوري العظيم ولجيش سوريا البطل ، ولأهالي محافظة السويداء بشكل عام ولأهالي قريتك “التربة ” بشكل خاص. ولعائلتك الكريمة ، ولكل أبناء بني معروف الشرفاء أحفاد سلطان باشا الأطرش .
وأكبر وسام سوف يمنح لك بعد استشهادك هو الخلود الأبدي في وجدان وضمير الشعب السوري وشعوب الأمة العربية وكل أحرار العالم بصفتك أحد القادة الذين حموا بلدهم من الانهيار ، وساهموا في تغيير وجه المنطقة والعالم .
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/10/21