ماراثون "الوسط"!
مريم الشروقي
ولا زلت أشعر بالفراغ من دون جريدتي الحبيبة "الوسط"، فراغ مؤلم وقاسٍ على النفس، ومهما وصفت شعوري لن أستطيع إيصال ما أمرُّ به من دون جريدة الوسط، فالضرب على (الكيبورد) أصبح ثقيلا، والبحث عن الكلمات أصبح صعبا، فأنا في حيرة مما يجب أن أكتب وما يجب ألاّ أكتب!
لقد انقضى ما لا يقل عن 4 أشهر تقريبا ونحن ننتظر أمرا من وزارة الإعلام برجوع "الوسط"، وما زلنا على أمل إعادة فتحها، فمن يأمل في الله خير يُعطيه الله على قدر نيّته، وما دمنا نؤمن بأهمّية الكلمة فلابد أن ننفض الغبار وأن نبدأ من جديد.
وعلى أي حال فـ"الوسط" لم تتوقّف، لأنّ كتّابها ما زالوا متواجدين في ساحات التواصل الإجتماعي، وقرّاؤها ما زالوا ينتظرون الكلمات منهم، فالصدمة والحزن لن يصنعا شيئا بل العزم والقوّة والإقبال وقبول الوضع ومحاولة إيصال الكلمة إلى الآخر يصنعون المستحيل، لأنّ الرسالة لا تموت بغلق الجريدة بل الرسالة تموت بموت صاحبها، ونحن الحمدلله ما زلنا نتنفّس الهواء، وما زال لدينا العزم والقوّة على مواصلة المسير.
ولكي تصل الكلمة إلى الجميع نحتاج إلى مساندة قرّاءنا الأحباب وتعاونهم معنا، فنحن وهم في نفس القارب، نشقى ونتعب ونتعلّم ونبكي ونضحك ونتعثّر ونقف، وحين يقف المرء لا أحد يستطيع إخضاعه للجلوس.
لا نقول بأنّ ما حدث لنا كان سهلا، لا والله، بل الجميع تألّم من إغلاق جريدتنا الحبيبة "الوسط"، ولكن ما يسعدنا هو حب الناس وانتظارهم لقراءة كلماتنا والتواصل معنا من أجل نشر مقالاتنا، وإن كان من دون وجود جريدتنا، والحمدلله مواقع التواصل الإجتماعي نشطة وتعمل على نشر الكلمة.
هذه البداية ولن نتوقّف عن الكتابة ونتمنّى أن تكون بنفس الطعم والنكهة التي عوّدنا القارئ عليها، طعم الحق ونكهة الحب والسلام وحب الوطن، ونَفَسٍ يدعو إلى التعايش والوحدة الوطنية، وليعلم الجميع بأنّ ماراثون الوسط لم يتوقّف وأنّ النفس طويل، وما دمنا على قيد الحياة فنحن نستطيع تقديم الغالي والنّفيس للوطن. ودمتم بألف خير.
أضيف بتاريخ :2017/10/22