العام 2016 يبدأ صعباً
منصور الجمري
العام 2016 يبدأ بأحداث صعبة جدّاً، اقتصادياً وسياسياً، محلياً وإقليمياً ودولياً، وهذه التحدّيات لا شكّ أنها تحمل في طيّاتها تبعات السنوات الماضية، ولكنها مؤشر على حجم المتغيّرات المستقبلية من كلِّ جانب.
قطع العلاقات بين السعودية وإيران، وأيضاً بين البحرين وإيران، وإلغاء الرحلات الجوّية، كلُّها مؤشرات على خطورة الأحداث وتعقيداتها التي ألقت بآثارها على العلاقات وعلى الأوضاع الداخلية. وإننا إذ نقف مع أمن بلادنا وسيادتها، نأمل أيضاً في مستقبل أفضل يتميَّز بتماسك مجتمعي، وتغليب المصالح العامّة من أجل تخطّي الصعاب الناتجة عن الأوضاع السياسية، وعن انخفاض أسعار النفط وما تسبَّبَ به من عجز في الموازنة وما يستتبع ذلك من تغييرات هيكليّة اقتصادية.
عالمياً، فإنّ الأخبار ليست أقلَّ خطراً، ولا سيما بعد إعلان كوريا الشمالية أمس أنها أجرت تجربة القنبلة الهيدروجينية (أقوى بمئة مرة من القنبلة الذرية)، وهو إعلان تسبَّبَ في قرع أجراس الإنذار الدولية. التوتر العالمي الناتج عن إعلان كوريا الشمالية جاء بعد رصد زلزال في تلك الدولة الآسيوية المعزولة، بقوة 5.1 على مقياس ريختر.
القنبلة الهيدروجينية هي قنبلة نووية اندماجية (بعكس القنبلة الذرّية الانشطارية)، إذ تندمج نواة الهيدروجين مع بعضها البعض وتطلق كمية هائلة من الطاقة، بصورة شبيهة لما يحدث بالقرب من الشمس. وحالياً، فإنّ عدداً قليلاً من الدول لديه هذا النوع من القنبلة، وذلك لأنها تحتاج إلى تقنيات متطوِّرة جدّاً. وعلى هذا الأساس، فإنّ هناك مَن يُشكِّكُ فيما إذا كانت كوريا الشمالية تمتلك مثل هذه القدرات.
ولكن، وبغَضّ النظر عن ذلك، فإنّ رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون يسعى إلى ترسيخ مكانته في بلاده وفي العالم الخارجي عبر إظهار قوّته التدميرية، وقد نفّذت بلاده ثلاث تجارب نوويّة سابقة منذ العام 2006، ونتج عن ذلك عقوبات اقتصادية أمميّة، والعالم يشعر بالقلق لأنّ هذه الادعاءات والاختبارات قد ينتج شيء عنها، حتى لو كان بالخطأ، ويُحدث أضراراً غير متوقعة، وتداعياته تكون أيضاً غير متوقعة.
وهذا يجرنا إلى مخاطر ما يجري حالياً، إذ إن احتمال الخطأ، أو نتيجة لعدم دقة الحسابات، فإنّ النتائج المحتملة وخيمة. وفي نهاية الشهر الماضي قالت الولايات المتحدة إن سفناً إيرانية أطلقت صواريخ قرب حاملة طائرات أميركية في مضيق هرمز، سقط بعضها قرب سفن حربية أميركية وفرنسية، واعتبرت أميركا «أن إطلاق النار على مسافة قريبة إلى هذه الدرجة هو أمر استفزازيّ للغاية».
كلُّ هذه الأحداث تجري في آن واحد، وهي دَشّنت العام 2016 بصورة مُعقَّدة، وخطيرة؛ ولذا، فإنّ مساعي حلحلتها نحو وضع أفضل تتطلب الالتزام بالثوابت والمبادئ لحفظ السيادة وتحقيق الأمن وحفظ الحقوق وإنجاح خطط التنمية.
الوسط البحرينية
أضيف بتاريخ :2016/01/07