منصور الجمري

 الأزمة الإقليمية تصاعدت ووصلت إلى حَدِّ قطع العلاقات واستدعاء السفراء وتصعيد التصريحات السياسية والإعلامية، والعالم يراقب فيما إذا كانت هذه ستتطوَّر إلى ما لا تُحمد عُقباه.

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أن بلاده لا تريد تأجيج التوترات مع السعودية وسائر جيرانها في الخليج، وذلك في رسالتين منفصلتين بعثهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة وأمين منظمة التعاون الإسلامي أمس الأول (الجمعة).

وقبل ذلك، كان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، قد قال إن السعودية لن تسمح باندلاع حرب مباشرة مع إيران، مُحذِّراً من أن ذلك سيكون «بداية كارثة كبرى»، واعتبر أن قرار بلاده قطع العلاقات مع إيران جاء لتجنب التصعيد الحقيقي بين البلدين. كما نفى رغبة السعودية في تصعيد التوتر مع إيران بقرار قطع العلاقات، مشيراً إلى «أن التصعيد الإيراني وصل إلى مستويات عالية، ونحاول بكل ما يمكننا عدم زيادة التصعيد، ونحن نتعامل فقط مع الإجراءات والخطوات التي تُتَّخَذ ضدَّنا».

العلاقات السيِّئة وصلت إلى درجة عالية، وجاءت التصريحات من المسئولين السعوديين والإيرانيين لتهدئة روع المجتمع الدولي الذي يخشى من أن تتصاعد هذه الخلافات في مخاطرها إلى مستوى لا يهدد السلام في المنطقة فقط، وإنّما قد يُشعل أموراً أخطر من ذلك؛ ما يؤثر على مستوى أكبر من المنطقة.

إنّ أملنا جميعاً في عدم الانجرار إلى صراع يذهب ضحيّته الكثيرون، لما لذلك من ثمن باهظ على الجميع. والأخطر من ذلك، هو الأثر السلبي على «بيضة الإسلام»، إذ قد يتلوَّن الخلاف طائفياً، بما يجعل المسلمين في موقع ضعف على المستوى الحضاري.

إننا نقف مع أمن بلادنا وسيادتها، ونأمل في أن تتجه الأمور نحو الأفضل، كما نأمل أن تأخذ منظمة التعاون الإسلامي دوراً في «إصلاح ذات البين»، استرشاداً بالقرآن الكريم «فأصلحوا بين أخويكم».

الوسط البحرينية