تم تجميد حسابك ...؟!
إبراهيم علي نسيب
« تم تجميد حسابك يرجى تزويدنا بالمستندات المطلوبة لتحديث بياناتك « ... فاجأت هذه الرسالة عملاء البنك العربي الموقر ليلة الخميس المنصرم وكنت أنا أحد ضحاياهم والغريب أن الرسالة جاءت هكذا دون مقدمات ودون سابق إنذار وكأن حياة الناس لا تهمهم أبداً. والحقيقة أن عملاء هذا البنك هم من كبار السن المتقاعدين الذين قدموا للوطن تعبهم وسنينهم وعرقهم ليجدوا أنفسهم مع البنك في ورطة أنا عشتها معهم في زحام غريب وتعب عجيب جاء كنتيجة حتمية لحاجة الناس لفك تجميد حساباتهم والتي عطلتهم جداً نظراً لعدم وجود عدد كافٍ من الموظفين لخدمة المراجعين والذين أظنهم ما يزالون يعيشون مأساتهم مع تجميد الحسابات والتي كانت بسبب الحاجة للعنوان الوطني ،ولا مانع في ذلك لو جاء بطريقة إنسانية تراعي مصالح الناس وظروفها وتبدأ معهم بالتدريج من خلال رسائل نصية متزامنة لكن أن تأتي هكذا فجائية وتهبط على رؤوس الناس في لحظة وتضعهم في مأزق وتحول نهاية الأسبوع إلى حزن وشقاء ربما يمتد لأسبوع آخر فتلك والله حكاية مرة وتصرف ليس فيه من رشد ولا إحساس !!! ...،،،
أقولها لكم وأنا أحد الذين عشت التجربة وواجهت أول مشكلة في فرع السامر الذي لم أجد فيه سوى موظف واحد بينما زميله الغائب لثلاثة أيام بسبب ظرف وفاة أحد أقاربه ليكون الزحام قضية ذهبت بي إلى فرع التحلية، وهناك قابلت مسئول العملاء وتحدثت معه ومكنته من مشاهدة تلك الرسالة اليتيمة في جوالي ليرى أنها الأولى والأخيرة ويرى أنني ضحية نظام لم يقدر ولا فكّر أصلاً في كيف يتصرف الناس وماذا يأكلون وكيف ينفقون على أسرهم وحساباتهم مجمدة وحياتهم كلها معطلة، (لا) والصدمة الأكبر هي أن تجد نفسك في ظرف قاهر ودائرة مغلقة جداً ...
وهنا أسأل السادة مؤسسة النقد عن سبب ذلك، وفي ظني أن الذنب يقع عليهم متمنياً أن تحقق في هذا الأمر المقلق جداً والمحير حقا خاصة وإنسانية تعامل بعض البنوك مع الناس تكاد تكون معدومة وفي ظني أنها تعتقد أنهم ضمن حسابات الأصول في ممتلكاتها وأن حياتهم ليست سوى لعبة وأن مشاعرهم لا قيمة لها إطلاقاً في ظل تعامل سيىء جداً وتعيس أيضاً ...،،،
( خاتمة الهمزة) ... تألمت جداً حين رأيت المسنين يقفون في طوابير ضخمة وكلهم يحمل في يده بطاقة تالفة والسبب قرار متسرع ... وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2018/01/09