راشد بن محمد الفوزان

حين نعمل على محاربة البطالة التي لدينا وهي بمعدل يفوق 12 % وفق آخر إحصاء، نلحظ أن حلول البطالة تأتي بعمليات توظيف عامة وفق من يتقدم بحثاً عن العمل للجهات الحكومية من خلال وزارة الخدمة المدنية غالباً، أو من خلال القطاع الخاص لمن يتقدم بأعمال ومهن متعددة كما يطرح. ولكن ما يلفت انتباهي أن أصحاب المهن مثال "طبيب لبعض التخصصات – محامٍ أو تخصص قانون – محاسب – صيدلي – مهندسين" يعانون البطالة ووفق ما نقرأ أن هذه المهن هي من أهم المهن التي يحتاجها القطاع الخاص أو جهات حكومية لحد ما، فمن لا يحتاج محاسباً لأي شركة أو مؤسسة أو قطاع؟ أو طبيباً؟ أما المهندسون ما أقرأ أن هناك ما يزيد على 150 ألف مهندس غير سعودي، وهذا يعني فرص عمل لهم، كذلك الصيدلة وخريجوها يحصلون على مرتبات شرف ولا يجدون عملاً كما كان تحقيق جريدة الرياض الخميس الماضي، فهم يعانون العطالة والغريب بينهم سعودية مبتعثة... ناهيك عن خريجين الجامعات لدينا ومن يحققون مرتبة شرف، ولكنهم عاطلون عن العمل ولا يجدون فرص عمل، هذه أمثلة لمهن لا يجد خريجيون سعوديون وسعوديات ومستويات عالية من التعليم كلفت وقتاً ومالاً كثيراً، فرص عمل لهم، وهي ليست شحاً في الفرص بقدر أننا نحتاج إلى إعادة هيكلة الأعمال لهذه المهن لتوطينها.

أضع المسؤولية هنا على وزارة العمل أولاً ثم الخدمة المدنية ويتبعهما وزارة الصحة والتجارة، وهي الجهات الحكومية التي تتعلق بهذه المهن لتوطينها وتوظيفها، ويجب العمل على وضع الحلول لها، هل المشكلة في تأهيلهم وتهيئتهم لتولي أعمالهم حسب تخصصاتهم؟ ونحن نعرف الشح في المحاسب والمهندس والصيدلي السعودي والسوق بحاجة لهم، فلماذا لا تركز وزارة العمل على توطين هذه المهن؟ بوضع دراسة لأسباب تفاقمها وهي تتزايد سنوياً، ثم تعمل على حلولها، ونحن بحاجة أن تجتمع هذه الجهات الحكومية لدراسة أسباب ذلك، لكي تضع الحلول لها وأن يكون ذلك بفاعلية وعمل حقيقي ينجز، ونحن نعرف أن السوق بحاجة لهم، وأن استمرار ذلك سيشكل مشكلة كبرى لأصحاب هذه المهن، أو غيرهم، والأهم هنا أن ندرك أن سوق العمل بحاجة لهم، وأنه لم يلقوا العناية الكافية لهم، وعلى وزارة العمل أن تلتفت لهؤلاء فهم كوادر وطنية شابة يبحثون عن عمل والسوق تحتاجهم وتوجد آلاف الفرص التي لم تمنح لهم، فأين وزارة العمل من أصحاب المهن؟!

صحيفة الرياض