تعليق الدراسة.. يوم يسوى أسبوع
مها الشهري
يتساوى اليوم الذي تعلق فيه الدراسة في القيمة مع إجازة رسمية مطولة، وربما يتفوق عليها في الأهمية، وصل الاهتمام بهذه المسألة إلى وجود حسابات إخبارية على مواقع التواصل ترصد أخبار تعليق الدراسة بمتابعات جماهيرية تصل للملايين، والواقع أن هذا الاهتمام ناتج من شعور طبيعي في سبيل التخلص من قيد الفرض والواجب، أي أنها لا تحدث حصرا في مجتمعنا، ولكن الاستبشار بتعليق الدراسة إزاء عامل جوي يحتمل أو لا يحتمل أصبح في مجتمعنا ظاهرة مثيرة للاهتمام، والذي يحدث في الحياة التعليمية لا يحدث في حياة القطاعات الأخرى برغم أن الجميع يقعون تحت نفس الظروف.
قد نتفق على أن جميع الحالات التي تعلق فيها الدراسة تستدعي ذلك، ولكن التعامل مع الدراسة على سبيل العبء والتخلص منه تستوجب النظر أيضا، فهم فيما يبدو لا يحبون مدارسهم ولا يجدون فيها مكانا جاذبا لقضاء الوقت والتعلم.
يمكن النظر إلى هذا الموضوع من ناحيتين؛ أولاها الأسرة وثانيها المدرسة التي يفترض أن تكون البيت الثاني، فالتطور في أساليب التربية ووظائفها بعد أن تعددت مصادر التعليم في المجتمع ودورها في مساندة الأسرة لتشكيل الطفل وتنشئته اجتماعيا، نتجت عنه مشكلات من أهمها تراجع الدور العائلي في التنشئة وإلقاء العبء بشكل كبير على المدرسة والتعليم، حيث إن المشكلة في تصدع النسق التربوي أو غياب أحد أطرافه وهو الأسرة، إضافة إلى ضعف التنشئة الأسرية تجاه مسألة التعلم، فالإحباط بديل التحفيز، لدرجة أن اتهام الطفل بالفشل يأخذ حيزاً من حالة الإخفاق في الدراسة أو ضعف التحصيل الدراسي، ما يمنح فرصة للميل نحو السلوكيات التي ترفض المدرسة، وقد تصل إلى تكسير ممتلكات المدارس والعبث بالكتب وغيره.
أما من الناحية الأخرى فإنه يتوجب على المؤسسات التربوية والتعليمية أن تعالج هذه الظاهرة، بخفض أوقات الفراغ وتنويع البرامج والاهتمام بالمستوى الجاذب للتعلم، إضافة إلى زيادة الأنشطة الحرة في المدارس، والتأهيل التربوي لأداء المعلم، الأمر الذي يسهم في توجيه اهتمام الطلاب والطالبات، وتأهيلهم بالشكل اللازم لحب مدارسهم والبحث عن قيمة أنفسهم في الكتب والمعارف.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2018/02/28