إلى وزير التربية… هذه الحقيقة الكامنة
هاني الفردان
لغة الأرقام عادةً ما تكون أكثر مصداقية من أي كلام، وخصوصاً عندما تكون تلك الأرقام من مصدرها وصاحبها ومن يملكها، ومن تقوم عليه الحجّة أيضاً. جدلية توظيف الأجانب في البحرين مع وجود كمٍّ لا بأس به من العاطلين، مستمرة، لكن تزداد حدتها عندما يكون الأمر مرتبطاً بقطاع التعليم، وتفضيل الجهات الرسمية للأجنبي على البحريني، مع وجود أعداد من العاطلين في مجالات التعليم.
لم يكن كلام وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي في مجلس النواب أمس أي جديد، هو كلام مكرر ومعاد عشرات المرات من قبل ومع كل مناسبة تطرح فيها ذات القضية.
وزير التربية في رده أمس على سؤال بشأن توظيف الأجانب وتجاهل البحرينيين، أكد وشدد على أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بتوظيف البحرينيين “المؤهلين”، وأن الوزارة وزارة تعليم وليست وزارة توظيف، ومن واجبها البحث عن المؤهلين حفاظاً على مصلحة الطلاب في المدارس.
جل خريجي التربية في مختلف التخصصات العاطلين عن العمل حالياً هم من مخرجات جامعة البحرين بمختلف أقسامها، وهي الجامعة التي كانت تحت قيادة الوزير منذ العام 2001(25 أبريل 2001) عندما عين رئيساً لجامعة البحرين، وبعد تعيين النعيمي وزيراً لوزارة التربية والتعليم (11 نوفمبر 2002) أصبح رئيس مجلس أمناء جامعة البحرين، أي الوزير كان على رأس الهرم القيادي في الجامعة منذ 17 عاماً، وبعد كل ذلك أصبحت مخرجات الجامعة “غير مؤهلة”، فمن يتحمل تلك المسؤولية؟
سبعة عشر عاماً، لم يستطع وزير التربية موأمة متطلبات واحتياجات وزارته، ومخرجات جامعة البحرين التي تحت مظلته وقيادته!
هل أصبحت التخصصات في جامعة البحرين، عصيةً على البحرينيين لتطويرها، حتى نستقدم من يشغلها من بلدان أخرى في العالم؟ في ظل صرف الملايين لسنوات طويلة على “مشروع إصلاح التعليم” ليتناسب ومخرجات سوق العمل، لنكتشف أننا لم ننجح في توفير حتى مدرّسي رياضة أو لغة أو حتى تربية إسلامية أو علوم أو مهندس كهربائي أو معماري ومدني أو حتى فني!
هل كلام الوزير في مجلس النواب إعلان رسمي لفشل “مشروع إصلاح التعليم” بعد مرور نحو عشر سنوات من إطلاقه، فالوزير لا زال يبحث عن “مؤهلين”! الحقيقة تكمن هنا، ليست مسألة كفاءات، ولا نقص تخصصات، ولا جلب خبراء، بل هي مسألة تبعات لواقع سياسي محتقن سيجر إلى المزيد من التأزيم والاحتقان، بعيداً عن “مؤهلين” أو غير ذلك، ما عليك فقط إلا أن تنظر في نوعية فئة العاطلين لتكتشف الحقيقة الكامنة.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/02/28