هاني الفردان

خصص مجلس الشورى أمس جلسته لمناقشة ما حققته الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية في اليوم العالمي للمرأة، وشهدت الجلسة خطابات “عرمرمية” من أعضاء مجلس الشورى بشأن المرأة ودعم حقوقها.

خطاب الشيخ عادل المعاودة كان حماسياً كالعادة، تخللته كلمات رنانة، تنقل بين الألفاظ والكلمات مستعرضاً قدراته الخطابية حتى وصل للمطالبة بالمساواة بين المرأة في القطاع العام والقطاع الخاص، مؤكداً أن “أنوثتها” واحدة ومتشابة، وأن خطابه وخطابات أعضاء الشورى ليست تحصيل حاصل، بل يجب أن تكون خارطة طريق لوضع التشريعات التي تضمن المساواة.

يعلم الشيخ المعاودة أن خطابه كان لتسجيل الموقف، ويعلم أن على عتبة مجلس الشورى ضاعت الكثير من حقوق العمال في القطاع الخاص كون جل الأعضاء تجاراً ورجال أعمال، ووقفوا ضد إعطاء أي مكتسب لعمال الخاص بحجج كثيرة ذكرها المعاودة نفسه منها التكلفة والوقت وغيرها.

قبل سنوات كان وزير العمل السابق مجيد العلوي سجل أمام مجلس الشورى كلمة للتاريخ عندما قال وعنونت الصحف بذلك: “وزير العمل مستغرباً: أنا “بشنبي” أدافع عن المرأة وسميرة تقف ضد الإجازة”.

لنثبت للشيخ المعاودة أن كلامه تحصيل حاصل، في جلسة مجلس الشورى (فبراير 2010) قال العضو عبدالرحمن جمشير أنه كان بوده أن يقف مع مقترح العضوة حفاظ إلا ان هناك ضررا كبيرا على المرأة نفسها فحتى المطبق في الحكومة أضر بالقطاع التعليمي مثلا.

وذكرت العضوة سميرة رجب أن ساعات الرضاعة مكلفة فكيف سيغطيها القطاع الخاص، وسيكون أمامها فقط خيار الاستغناء عن العمالة النسائية.

وقال العضو جمال فخرو: هناك شكاوى من أكثر من وزير، فما بالك عن الشركات العاملة. وحذر من ذلك.

في تلك الجلسة قال العلوي كلمته الشهيرة دفاعاً عن حق المرأة البحرينية في ساعات الرضاعة “من وضع هذه القوانين في الدول الاوروبية لم تكن لحاهم كبيرة بل هي اتفاقيات دولية، وقال: عش رجب ترى عجبا، أنا بشنبي أدافع عن المرأة وسميرة تقف ضد الإجازات”.

نقول للشيخ المعاودة بعد ثمان سنوات، فالعجب لازال موجوداً في مجلس الشورى، ورجب إن ترجلت وغادرت المجلس، فإن مكانها يشغله كثيرون، لذلك لن تتم مساواة المرأة البحرينية في الخاص بالعام، وما خطبتك إلا تحصيل حاصل.
 
لصالح مدونة "صوت المنامة"