آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله الملا
عن الكاتب :
كاتب وصحافي قطري

"زرانيق" المنامة... "عفسة"!


عبدالله الملا

ليس من السهل أن يعود الكاتب لملامسة المحبرة من جديد بعد فراق طويل… أعود اليوم لملامسة الكتابة وكلي أمل أن تسهم هذه الكلمات في إيصال بعض من هموم المواطن فلربما تجد آذاناً صاغية تصوغ ولو جزءاً من الحلول.

من الجميل أن تلف بين جدران المنامة القديمة، التي لا تزال تحتفظ بكثير من عبق الماضي الذي تلاشى في كثير من القرى والمدن! جولة سريعة مع نشطاء وممثلين عن المؤسسات في “زرانيق” المنامة كانت كفيلة بنقل كثيرٍ من هموم أهلها وقلقهم مما أسموه “العفسة”!

كلمة تختصر ما تمر به المنامة من تحول في الهوية كما “يقولون”… صحيح أنك عندما تتنقل بين بيوتها تشعر بأنك لازلت في زمن قديم، ولكن تفوح منه روائح لا تحمل عمق الماضي. مخالفات بالجملة في كل مكان، تعدٍ على حرمة الطريق ومضايقة من تبقى من سكنة المنامة. يكفي أن تدخل أحد المباني السكنية المؤجرة لتشعر بأن المبنى سينفجر من كثرة ساكنيه!

الموضوع ليس موضوع مخالفات فقط، الموضوع إنساني بالدرجة الأولى فكيف لهذا الكم الهائل من العمال أن يسكنوا في منزل لا يتحمل هذا العدد!

والنتيجة الحتمية من هذه “العفسة” هي مخالفات إنشائية داخل المباني من خلال إضافة بناء الصفيح أو الخشب الذي لا يرحم العمال عندما تشب فيه النار وقد حدث ذلك مراراً وتكراراً في العاصمة بل وأصبح أمراً عادياً أن تسمع بحريق في المنامة يذهب ضحيته عمال.

أهالي المنامة حكاية أخرى، فهم ينظرون إلى ما يجري بعين القلق، مياه مجاري في الأزقة والسكك، روائح كريهة وحشرات تغزوهم ليل نهار. ولربما كان قلقهم من الثقافة والممارسات الدخيلة ولهم حق في ذلك ايضاً.

مواقف السيارات! كأنك تدق على وتر حساس عندما تتحدث عن هذا الموضوع، فأهالي المنامة وحتى يجدون موقفاً لسيارات قد يدورون ويدرون وربما حالفهم الحظ في موقف قريب أو بعيد!

العدادات التي وضعت أسهمت في خلو بعض الأماكن ولكن ماذا يفعل أهالي المنامة الذين يستخدمون المواقف ليل نهار، هم بحاجة إلى ادخار مبلغ لذلك ولو تم خصم هذا المبلغ من رواتبهم مباشرة مع خصومات الراتب باسم (خصم موقف) ربما يكون حلاً للمشكلة!

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/03/09