مريم الشروقي

هناك من نوّه بأنّ الكتابة في مواقع التواصل الإجتماعي لا تصل إلى المسؤولين بالدّولة، وبالتّالي فإنّ الكتابة فيها ما هي إلاّ مضيعة وقت، مؤكّدا بأنّ الجريدة أكثر انتشارًا وتأثيرًا من المقالات التي تُكتب في مواقع التواصل الاجتماعي!

لا نعتقد بأنّ ما ذكره الأخ حول الكتابة في مواقع التواصل الإجتماعي أمرًا صحيحا، فالكتابة أينما كانت تؤثّر في الآخر، ذلك أنّ الكلمات تدخل إلى عقل الإنسان ولا تخرج، وتؤثّر به تأثيرا كبيرا، أمّا بشكل ايجابي أو سلبي.

نعم الكتابة في الجرائد حتما قناة من قنوات التأثير، ولكن مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي فإنّ الكلمة تصل إلى الجميع، ولولا ذلك لما استخدمنا مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الكلمة، ولما وجدنا المشكلات التي تنشأ من كتابة كلمة أو جملة فيها، أليس كذلك؟!

الصحافة الإلكترونية أيضا قناة توصل الكلمة وتحمل الرسالة إلى من يهمّه الأمر، وقد لا يستجيب ولي الأمر بشكل مباشر، ولكن يكفي أن تصل الرسالة بين يديه ليتّخذ إجراءات حول قضيّة معيّنة تفيد المجتمع.

لا تتوقّفوا عن الكتابة، ولا تيأسوا من عدم وصول الكلمة، فلابد أن تصل الكلمة النابعة من القلب إلى الآخرين وسوف تؤثّر فيهم، وقد نستطيع تعديل أو تغيير مسارًا خاطئا عبر الكلمة التي نكتبها في أحد مواقع التواصل.

الكلمة لا حدود لها الآن، فلقد كانت سابقا في الورق، أما اليوم فهي في كلّ مكان تصل إلينا عبر وسائل التواصل ومواقع التواصل، سواء برغبتنا أو بغير رغبتنا، سواء معلومة نريد قراءتها أو لا نريد قراءتها، هي تصل ونحن نفتح الهواتف والحواسيب ونقرأ.

ما بعد القراءة هو الأمر المهم، فهناك كثير من المعلومات المتدفّقة من مواقع التواصل الاجتماعية، وقد يكون بعضها غير مناسب لنا أو يُعرض بطريقة بذيئة وباستخدام كلمات نابية لم نتربّى على سماعها، النصيحة لا تواصلوا قراءة البذيء، لأنّه يرسخ في العقل الباطن ولا يذهب، فيسمّمنا ويجعلنا نستخدم نفس الكلمات البذيئة من دون قصد!

هل تتوقّف الكتابة عند الجريدة؟! لا وأن كنا نشتاق إلى الجريدة والى التواصل مع الجمهور عبرها، إلاّ أنّ الكتابة لا تتوقّف أن كانت نفوسنا تهوى المساعدة وعمل الخير وتوعية الآخرين، المهم هو التواصل مع الآخرين عبر أي قناة، سواء جريدة أو موقع الكتروني أو وسيلة الكترونية.
 
لصالح مدونة "صوت المنامة"