التعليم ينقل المرض
عبده خال
عندما يصاب تجمع بشري بمرض معد هل تحمل الإصابة به تهمة ما لهذا التجمع دون سواه؟
وإذا كان الإعلان عن مرض يشير بوجود مسببات تواجده، كتدني النظافة أو تزاحم الأعداد البشرية في أماكن ضيقة أو عدم وجود بيئة صحية تحد من انتشار أي مرض معد يتم انتقاله عن طريق المباشرة الجلدية بسبب الكثافة والتزاحم..
ربما يكون سؤالا مستفزا وينتقل من جوهر أهمية الرعاية إلى أمور ليس للسؤال أي علاقة بها، وحينما تعلن إدارة تعليم مكة المكرمة عن تعليق الدراسة في مدارسها خشية من انتقال مرض الجرب بين طلاب وطالبات المنطقة الذي تم رصد حالات مصابة بالمرض بين التلاميذ ولكي لا تثير إدارة التعليم الفزع فقد ذهبت على أن الوضع تحت السيطرة، ومن المعروف أن مرض الجرب يحتاج إلى أسبوعين أو أكثر قبل ظهوره، وإذا تم تعليق الدراسة ليومين فإن ثمة اشتباهاً بأن المصابين الذين تم إيقافهم قد تركوا خلفهم بيوت عنكبوت المرض تنمو في جلود البقية من الطلاب، ولأن مرض الجرب مرض جلدي فأسباب انتقاله تكثر في المدارس والأسواق، بمعنى أدق هل تكفي فترة تعليق الدراسة للتأكد من خلو مدارس مكة من مصاب قادر على نقل العدوى لبقية الطلاب؟
وإذا كانت إدارتا التعليم والصحة تعلنان أنهما تحصران المرض فإن الاحتياطات المتخذة هي احتياطات عامة تمت ممارستها بعيدا عن وجود عدوى أو عدم وجودها، لهذا يكون الإعلان عن السيطرة مجرد تطمين ليس إلا..
وأعتقد أن الإعلان عن اشتباه مرض الجرب في إحدى مدارس مناطق المملكة يعيدنا إلى قضية أهمية تواجد عيادات طبية في كل مدرسة، وهو الأمر المتروك إهمالا حتى إذا ظهر مرض معد نعيد التذكير به..
وعلى إدارات التعليم ووزارة الصحة اعتبار وجود عيادة في كل مدرسة أمرا ضروريا للغاية وإهماله يستوجب لوم الجهتين المسؤولتين عن أولادنا وبالتالي عن المجتمع بأسره، فالأمراض المعدية مثل الموج تنتقل من المدرسة للبيت ومن البيت للمدرسة وبين الفرد والأسرة وعدم وجود عيادة تقوم بالفرز من البدء فإن المحيط التعليمي يعد بؤرة لنقل الأمراض..
أعلم أن ليس هناك من يسمع، لكن هذا المقال يعد طلقة فاشلة لإعلان بدء السباق.!
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2018/04/02