آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

المتاجرة بمعاناة السجناء!


هاني الفردان

استكمالاً لمقالنا السابق عن “شائعات الإفراجات… استعدادا للانتخابات”، فإن خلال الأيام الماضية ظهر حديث عن وجود لقاءات ووعود بـ”إنفراجات” وتحركات وغيرها.

العنوان الأبرز لتلك التحركات “معاناة السجناء”، ملف عالق منذ سبع سنوات، تحرك البعض الآن لرفع اللواء في توقيت حساس جداً ومرحلي ومتأزم.

توقيت التحرك والدعوة، يفرض سؤالاً منطقياً، وهو هل هناك رابط بين رفع شعار “معاناة السجناء” والسعي للإفراج عنهم من خلال لقاءات أو حتى “صفقات”، ومرحلة الانتخابات المقبلة؟

لسنا ضد تحريك الملف، ولا يوجد أحد يرفض الإفراج عن سجين أو موقوف، ولا يوجد من سيتاجر بهذا الملف تحت عناوين سياسية أو استمرار بقاء القضية أو غيرها من العناوين الرنانة.

نعم هناك متاجرة من نوع أخر في هذه القضية، وهو البحث عن مكانة، تحقيق موقع ومكسب ليتناسب واستحقاق مقبلين عليه يرفع من حظوظ بعض الأشخاص ذوي النوايا المعروفة والتحركات المكشوفة.

من حق كل فرد أن يتحرك وفق قناعاته، وفق رؤيته، دون أن يعترضه أحد، ومن حق الآخر أن يسأل عن أسباب هذا التحرك وتوقيته، وأهدافه سواء الظاهر منها أو الباطن.

قناعتنا الشخصية، لن نشهد إنفراجة حقيقية، أو حتى إفراجات “كبرى”، قد نشهد “وعود” أو أعداد بسيطة في قضايا هامشية وذات مدد قرب أجلها.

نعم نرفض المتاجرة بـ”ملف السجناء” بأي شكل من الأشكال فمعاناتهم فوق أي اعتبارات ومن يمكنه أن يساهم في حل ولو بسيط لهم فتحركه مشكور عليه، ولكن دون أن تكون هناك مكاسب سياسية وانتخابية مقبلة تقفز على معاناة هؤلاء وتزيد من جراحاتهم.

البعض يدعي التحرك من أجل وضع حلول لهذا الملف، نتمنى منهم أن يخرجوا للعلن ويقولوا أنه لا مكاسب شخصية لهم من ذلك، ولا استغلال لهذا الملف لتحقيق استحقاق انتخابي مقبل مثلاً!

معكم في تحريك ملف السجناء ووضع حلول له، وسندعمكم بقوة، ولكن سنقف ضدكم عندما نكتشف أن تحرككم لتحقيق أهداف شخصية ومنافع فردية، على حساب آهات ومعاناة الناس.

قناعتنا من يرفض تحريك ذلك الملف لأغراض سياسية، ومن يتحرك عليه لأغراض سياسية هم يتاجرون بمعاناة هؤلاء، فمن يحمل النوايا الصادقة يخرج للعلن ويقولها صراحة لا نريد من وراء ذلك جزاء ولا شكورا، ولا مكسباً ولا استحقاقاً مقبلا، فالناس لا تريد إيهامها بالأحلام الوردية، فيما ملف السجناء يزداد ويتعقد.

نعم نحتاج للنوايا الصادقة في تحريك هذا الملف.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/04/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد