من المسؤول عن كل هذا الغياب؟
فاضل العماني
يُصادف يوم غد الاثنين «23 أبريل»، الذكرى السنوية لليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف «World Book and Copyright Day»، وهي مناسبة سنوية أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» في الاجتماع الذي أقيم في باريس العام 1995 ليكون اليوم الثالث والعشرون من شهر أبريل من كل عام يوماً عالمياً للكتاب وحقوق المؤلف؛ تشجيعاً على القراءة والمطالعة، وتحريضاً على الفهم والوعي، وحفظاً لحقوق ومكانة المؤلفين والكتاب.
وتحت شعار «القراءة، إنها حق»، اختيرت العاصمة اليونانية أثينا، لتكون العاصمة العالمية للكتاب للعام 2018، وذلك للجودة الاستثنائية للبرامج والأنشطة الثقافية التي تُشارك فيها كل المؤسسات والجهات الثقافية اليونانية المعنية بصناعة الكتاب وحقوق المؤلف.
والكتاب هو الحاضنة الأمينة التي حملت لنا كل الأفكار والعلوم والمعارف والآداب والثقافات والفنون والتجارب والخبرات، وهو الرحلة الأزلية التي طافت بنا عبر كل الأزمنة والأمكنة، وهو الفضاء الممتد الذي حلّق بنا باتجاه كل السماوات والمساحات.
وفي تقرير مثير، صدر في العام 2017 من قبل الرابطة الدولية للناشرين»IPA»، بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو»، شمل 35 دولة مختلفة من دول العالم، كانت النتائج مثيرة: إذ بلغت إيرادات صناعة الكتاب في أميركا 24 مليار دولار محتلة المرتبة الأولى، كما جاءت الصين في المركز الأول في عدد عناوين الكتب التي نُشرت في ذلك العام، وصعد الكتاب الرقمي أمام الكتاب الورقي بنسبة 35 %. أما معدلات القراءة الأعلى، فقد كانت أكثر إثارة، حيث احتلت الهند المرتبة الأولى في ساعات القراءة أسبوعياً بمعدل 10,6 ساعات في الأسبوع، متقدمة على العديد من الدول الأوروبية والآسيوية التي كانت تحتل الصدارة في الأعوام السابقة، وجاءت أميركا في المرتبة الـ 23 بمعدل 5,7 ساعات قراءة في الأسبوع، وهو معدل منخفض جداً بالنسبة لدولة عظمى كأميركا، ولكن الأكثر دهشة هو وجود بلدين عربيين في المراتب الأولى في ساعات القراءة أسبوعياً، وهما مصر التي جاءت في المرتبة الخامسة بمعدل 7,5 ثم السعودية في المرتبة الحادية عشرة بمعدل 6,8.
وبعيداً عن هذا التقرير المثير الذي سيواجه بالتشكيك والاتهام من قبل الكثير من المهتمين والمعنيين بصناعة ونشر الكتاب، فإن الكتاب في يومه العالمي الذي سيمر خجولاً دون أن يلتفت إليه أحد، يستحق الاهتمام والرعاية والدعم، لأنه كان ومازال الرافعة الحقيقية التي تصنع الوعي والفهم والتنمية.
غداً هو اليوم الثالث والعشرون من أبريل، الحفل السنوي الكبير للكتاب وحقوق المؤلف، والذي تتسابق كل الدول الكبرى والصغرى لحضوره، بينما تُمارس مدارسنا وجامعاتنا وأنديتنا الأدبية ومناشطنا الثقافية وكل تفاصيلنا الغياب، وهنا يكبر السؤال في مثل هذا اليوم من كل عام: من المسؤول عن كل هذا الغياب؟.
صحيفة الرياض
أضيف بتاريخ :2018/04/22