لماذا كان الشيخ ماجد الماجد سعيداً؟!
هاني الفردان
في جلسة مجلس النواب الماضية، كان متوقعاً ومحسوماً أيضاً أن يمرر المجلس مشروعاً بقانون يقضي بمنع أعضاء الجمعيات السياسية المنحلة بموجب حكم قضائي نهائي من الترشح في الانتخابات النيابية، فالأمر ليس جديداً على المجلس، وتوجهاته.
الأكثرية كانت “سعيدة” بالمشروع وتمريره ولأسباب معروفة منها “نكاية” ومنها “فرصة وحظوظ جديدة”، ومنها إرضاء للجانب الرسمي.
أقلية جداً كانت ممتنعة عن التصويت لقناعتها بعدم صوابية المشروع، ولكنها وجدت نفسها عاجزة حتى عن البوح بذلك ففضلت الصمت والسكوت، وواحدٌ فقط تجرأ وتحدث وقال بقناعته أنه رافض للمشروع وعدد أسبابه الدستورية والقانونية.
السؤال لماذا كان النائب الشيخ ماجد الماجد سعيداً بالمشروع حتى وصف المستهدفين من ذلك بـ”المؤزمين” و”المعرقلين للمؤسسات الدستورية”.
بالعودة قليلاً للوراء في (23 يوليو 2010) وصف الماجد “الوفاق” بأنها “واحدة من قلاع الصمود لشعبنا وتمثل تاريخا نشترك وإياها مع باقي المكونات الدينية والوطنية في حفظ البحرين وطنا يستوعب الجميع”، فلماذا وصفها حالياً بـ”المؤزمين” إن كان يقصدهم ونعتقد ذلك؟
هل كان الماجد سعيداً، لأن ساحة الترشح للانتخابات المقبلة ستكون فارغة له؟ فمن قال أن “الوفاق” أو أعضائها سينافسونه على ذلك!
هل كان سعيداً، لترسيخ مبدأ “المقاطعة” بدلاً من تشجيع الناس على “المشاركة”؟ فذلك لا يحمل حساً وطنياً كما يدعي، بل يزيد من الشرخ المجتمعي والاحتقان السياسي، وتكرار لمجلس نيابي “سيء”.
هل كان سعيدا، لأنه يطمح فيما طمح غيره له وهو كرسي التعيين في “الشورى”؟ ولكن ذلك لا يأتي على قيم ومبادئ كان الماجد يتشدق بها طوال سنوات مضت تحت مفهوم “الرسالية” التي نعتقد أنه خلع عباءتها عنه.
سنخلص للوصول لنتيجة واحدة كان الماجد قد رفضها في 2010، وهي “المناكفة”، فعندما سئل الماجد هذا السؤال في مقابلة صحفية مع “الوسط”: “يرى كثيرون أن ترشحك يأتي كمناكفة ضد الوفاق التي يبدو أن علاقتك بها على غير ما يرام. هل ذلك صحيح؟
قال الماجد: “لم اسمع بلفظ المناكفة إلا من خلال الصحافة التي من المفترض أن تساهم في حفظ النسيج الوطني والأهلي، بدل إلقاء الأحجار في نسيجنا الذي نحفظ فيه تلاويننا السياسية والاجتماعية ووحدته المتداخلة والمتخالفة، إبقاء لتمايزنا الثقافي والسياسي من أجل صالح البحرين المتلاحمة لخير المواطنين جميعا”.
ما قاله الماجد في مجلس النواب الثلاثاء الماضي “خرج” عن روح “المناكفة” التي رفضها في 2010، بل تعدى ذلك نحو “النكاية” في 2018.
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/04/28