بين والد الوكيل ووالدة الفقير
هاني الفردان
كتب وكيل وزارة، وكاتب بصحيفة محلية عن تعرض والده حفظه الله لوعكة صحية قبل شهرين أو أكثر بقليل، وكانت حالته خطرة، وعلى أثر ذلك تحرك وكيل الوزارة وتحدث إلى بعض "المعارف" لمحاولة نقله إلى مستشفى القلب بشكل أسرع، وخصوصًا أنه سبق أن أجرى عمليات في القلب، فما كان إلا أن بلغ الأمر شخصية رفيعة في الدولة، فسارع إلى الاطمئنان شخصيا على وضع والده، وكلف المسؤولين بإرسال طبيب مختص إلى حيث يرقد والده.
قبل كل شيء نحمد الله على منه وكرمه بشفاء والد وكيل الوزارة الذي تحدث بوضوح عن تحركات واتصالات بـ"المعارف" قام بها للحصول على علاج سريع وأفضل لوالده!.
ولكن من للبسطاء من المواطنين الذين لا يستطيعون القيام بتلك التحركات والاتصالات، ولا "معارف" لهم يمكن التحرك من خلالهم لتسريع علاج ذويهم والحصول على خدمات صحية أفضل، كون المواطنين سواسية ولا فرق بين وكيل وزارة أو عامل بسيط.
خلال اليومين الماضيين، اتصل بنا أحد المواطنين ونشر في صحيفة محلية، وكان يريد أن يصل صوته للمسئولين، وليس لديه "معارف" وكبارية، وذلك لتسريع علاج والدته التي ترقد في السلمانية منذ 20 يوماً دون أن تنقل لقسم الأورام، رغم إصابتها بمرض خبيث يهدد حياتها كل لحظة!
العائلة الفقيرة تحدثت عن "تراخي" في علاج والدتهم التي تئن من الألم لعشرين يوماً دون أن تحظى بنصيب من التحرك للحد من معاناتها.
الواضح أن وكيل الوزارة اعتقد أنه يشيد بكتابته بما حظي به من اهتمام، ولكنه من جانب آخر كشف وأشار إلى قصور حقيقي في المنظومة العامة، وهي الحاجة دائماً لـ"معارف" لتيسير أمورك، وكذلك للحصول على خدمة أفضل، فمن لا يملك تلك "الاتصالات" و"الواسطات" لن يحظى بذلك الاهتمام الكبير، فكم ولي أمر، وأب، ووالدة للكثيرين من أبناء هذا الوطن يحتاجون للاهتمام الكبير والرعاية الصحية الخاصة؟
سيخرج البعض للحديث عن أن الدولة توفر الرعاية الصحية الكاملة وذات الجودة العالية لجميع المواطنين وحتى المقيمين، فإذا كان ذلك صحيحاً، فلماذا احتاج وكيل وزارة لإجراء اتصالات مكثفة من أجل توفير رعاية طبية لوالده، ولماذا تدخل مسئول لتسهيل تلك الإجراءات؟!
صوت المنامة.
أضيف بتاريخ :2018/05/07