لا بد من اكتمال الشروط!
عبدالله المزهر
مع أن علاقتي بالبنوك ـ حتى الآن ـ لا تتجاوز إيداع الراتب ومن ثم تحويله إلى قوافل «الديّانة» وعصابات السطو الأخرى مثل شركات الاتصالات وما شابهها، إلا أن لدي ما يشبه اليقين بأني سأصبح فاحش الثراء في يوم من الأيام، وأحتاج إلى أن تكون هذه المؤسسات المالية قوية بما يكفي لتنمية أموالي التي سأودعها فيها.
حين تسوء الأوضاع الاقتصادية إلى درجة مؤثرة، فإن هذا التأثير يجب أن يطال الجميع، مع أن المنطق يقول إن أكثر المستفيدين في حال الرخاء يفترض أن يكون أكثر المتأثرين في حال الشدّة، لكنه سيكون مقبولاً أن يكون الجميع متساوين في التأثر السلبي، لكن بعض الأشخاص والمؤسسات ـ البنوك على سبيل المثال ـ لا تريد أن تتأثر وتريد أن تحافظ على نفس مستوى أرباحها في جميع الأحوال الاقتصادية.
وقد يكون مقبولاً ـ على مضض ـ أن تحاول البنوك المحافظة على السقف العالي لأرباحها لو كانت تساهم مساهمة فعالة في المجتمع الذي تتواجد فيه وتتغذى على أمواله، لكن الواقع يقول إن هذا المجتمع لم ينل من خيرها في الرخاء، ولم تكفه شرها في الشدّة!
ولعل الأجواء الربيعية الآن فرصة للقول بأن البنوك السعودية تشبه ذلك الشخص الغثيث الذي يلحق بكم في «الكشتة» دون أن تدعوه، ودون أن يدفع «القطة» ودون أن يعمل أي شيء مفيد، وحين يأتي الأكل يلتهم نصف ما تطبخون!
وعلى أي حال..
قلت قبل فترة ـ وأنا حكيم كما تعرفون ـ إن البنوك السعودية لا ينقصها إلا أقسام مسلحة، يكون من مهامها الخطف والتصفية الجسدية، فهذا الأمر مهم جدا لاكتمال شروط تكوين أي عصابة للسطو، وأخذ أموال الناس بغير وجه حق!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/01/27