عبدالله المزهر

أُعلن مؤخراً عن قرب صدور قرار بإغلاق محلات التجزئة والخدمات العامة عند الساعة التاسعة مساء، بناء على توصية مقدمة من ست جهات حكومية، تتقدمها وزارة العمل وبضع وزارات وجهات أخريات.

وأظن أن الكائنات الليلية مثلي لا يعجبها سماع مثل هذه الأحاديث، ولا تنحاز لمثل هذه القرارات، لكن عدم الانحياز لمثل هذا القرار ـ إن تم ـ لا يعني أنه خال من الحسنات والفوائد.

ولعله من المناسب أن يتزامن مع تطبيق هذا القرار حزمة قرارات أخرى تصب في الصالح العام، وتحسين صحة المواطنين مما يؤدي حتماً إلى توفير كثير من نفقات وزارة الصحة.

أقترح أن يتم فصل التيار الكهربائي عن المنازل والشوارع عند الساعة العاشرة مساء، وإيقاف خدمات الانترنت بعد ذلك بساعة، ولعله من المناسب أن يوكل أمر مراقبة تطبيق هذا القرار إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحكم أنها إحدى الجهات التي شاركت في البحث عن إيجابيات هذا القرار قبل تطبيقه.

وسنكون سعداء بالطبع ونحن نقرأ في الصحف الالكترونية أخباراً من عينة «القبض على شاب يمارس السهر، أو ضبط مجموعة تجاهر بعدم النوم في استراحة مشبوهة»!

وعلى أي حال..

القرار جميل وكله إيجابيات، وخاصة فيما يتعلق بساعات العمل والتوظيف، وسيؤدي إلى تخفيف الزحام المروري على المدى القصير، لكني لا أعتقد أنه سيسهم في التخفيف من الزحام المروري على المدى البعيد، لأن الشعب السعودي الكريم حين يفقد أماكن الترفيه الوحيدة الحالية وهي «الأسواق»، ويجد نفسه مضطراً إلى أن يكون المنزل هو وجهته الوحيدة بعد التاسعة، فإنه سيعود لوسيلة الترفيه الأخرى التي لا تزال بعيدة عن أعين وأيدي الجهات الحكومية، وهي «ممارسة التكاثر»، وهذا طبعا يعني مزيداً من الزحام على المدى البعيد!

صحيفة مكة