فنزويلا تنتصر: لا لن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء.. ورحل برنارد لويس فمتى ترحل أفكاره.. ظلم وتجن في الرياض
معن بشور
فوز الرئيس نيكولاس مادورو الساحق في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية هو تأكيد على أن النهج الذي أرساه الرئيس الراحل هيوغو تشافيز وأكمله الرئيس مادورو هو نهج الشعب الفنزويلي البوليفاري العريق في كفاحه ضد الاستعمار وأدواته وضد الاحتكار وشركاته.
ومما زاد في غبطتنا بفوز الرئيس مادورو هو انه جاء بعد أيام على موقفه الشجاع والمبدئي من المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، لا سيما في غزة، والذي ترافق مع موقف ممثل بوليفيا في مجلس الأمن مما يؤكد أن أمريكا اللاتينية تشهد تحولا هاما لن يغيّر من حقيقته الموقف المشين لحكومة باراغوي بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة.
نهنىء الشعب الفنزويلي العظيم بفوز رئيسه الوفي لمبادئ بلاده، كما نهنئ الرئيس مادورو بفوزه المظفر على كل من حاول إعادة عقارب الساعة في فنزويلا إلى الوراء.
2- رحل برنارد لويس
فمتى ترحل أفكاره ومخططاته
رحل بالأمس “المفكر” الانكلو أمريكي الجنسية والصهيوني الفكر برنارد لويس عن عمر تجاوز المئة عام ونيف بعد أن أطلق نظريات ومخططات هادفة إلى تفتيت الوطن العربي وتمزيقه إلى دويلات ذات طابع عرقي وطائفي ومذهبي وبعد حروب داخلية شرسة تدمّر أقطار أمتنا من المحيط إلى الخليج…
لم تنحصر نظريات لويس به وحده، بل قامت مدرسة واسعة من مثقفين ومفكرين عرب ومسلمين وأجانب أخذوا يروجون لهذه المخططات والمشاريع التي يمكن اعتبارها “الوسيط” بين سايكس بيكو وبين مشاريع الشرق الأوسط الكبير، والتي ما زلنا نعيش تداعياتها منذ عقود في وطننا الكبير لا سيما بعد الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء واسعة من لبنان عام 1982، والاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 والذي كان بعض تلامذة لويس العراقيين من أبرز المحرضين عليه…
واليوم رحل برنارد لويس، فمتى ترحل أفكاره ومخططاته التفتيتية عن بلادنا
3- حماية العروبة بتخوين العروبيين
في الوقت الذي يحرص فيه الحاكمون في الرياض على وصف أنفسهم “حماة” للعروبة بوجه أعدائها “الفرس الصفويين”، تقوم السلطات هناك باعتقال وتخوين مجموعة من النساء والرجال المعروف عن أكثرهم التزامهم القومي العربي الصارم، بل إن بعضهم كالدكتور محمد الربيعي هو من أبرز الشباب القومي العربي في نجد خصوصاً، والجزيرة العربية عموماً، فيما القانوني الكبير إبراهيم المديميغ صاحب المواقف الجريئة معروف باتجاهاته القومية العربية وبعدائه للمشروع الصهيوني، ناهيك عن عدد من الناشطات من ذوي الانتماء العروبي والتحرري والمناهض للتطبيع.
فهل بات “الدفاع” عن العروبة في الرياض يتطلب اعتقال العروبيين؟ وهل باتت السجون العربية مفتوحة لكل أصحاب المعتقدات الفكرية من إسلاميين وعروبيين ويساريين وليبراليين؟. أسئلة بحاجة إلى أجوبة صريحة وسريعة، كما الحاجة ملحة إلى إفراج سريع عن كل معتقلي الرأي في السجون السعودية.
4- ظلم وتجن في الرياض
من يعرف المعتقلات والمعتقلين في الرياض الذين اتهمهم الأمن السعودي أمس بإقامة علاقات مع “منظمات مشبوهة لزعزعة العقيدة” يدرك كم في هذه الاتهامات من تجن وكم في اعتقالهم من ظلم…
فالحقوقي المتميز الدكتور إبراهيم المديميغ والناشط الشبابي محمد الربيعة من أهل الثقافة والفكر والقانون وتاريخهم يشهد لهم بالنزاهة والإخلاص، كما يشهد للأخوات المعتقلات المعروفات بأنهن رائدات في الحركة النسائية في مجتمعهم…
وقد استفزتني كثيرا طبيعة التهم الموجهة لهم واستفزني أكثر ملصق جرى توزيعه على وسائل التواصل الاجتماعي يتضمن صورا للمعتقلات والمعتقلين وقد كتب عليها “خونة” في وقت يدرك مواطنوهم وعارفوهم من النخب الفكرية والثقافية مدى إخلاص كل منهم لبلده واحترامه لحكم القانون….وان كل جريمتهم أنهم دعاة إصلاح في زمن تحتاج فيه كل أقطارنا العربية إلى إصلاح ومشاركة ومراجعة.
إننا ندعو السلطات المعنية في الرياض إلى الإفراج الفوري عن المعتقلات والمعتقلين الإصلاحيين كما ندعو كل المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك للإفراج عنهم…
5- لماذا المغرب
سألني صديق عن سر نجاح الشعب المغربي في تنظيم المسيرات الضخمة من أجل فلسطين وكان جوابي بسيطا يشير إلى ثلاثة أسباب رئيسية أولها عراقة التنظيمات السياسية والنقابية والجمعوية في المغرب والتي صمدت في أصعب الظروف لاسيما فيما سمي بسنوات الجمر…وثانيها العلاقة التاريخية بين المغاربة وفلسطين وتحديدا القدس حيث هناك حي كامل اسمه حي المغاربة الذي هدمه الصهاينة بعد الاحتلال الكامل للقدس…
أما السبب الثالث والأهم فهو في حرص التيارات الرئيسية في المغرب من إسلامية ويسارية وليبرالية وقومية على العمل المشترك من أجل فلسطين التي لكفاحها أولوية تتجاوز كل الخلافات الأخرى…
الجميع يقول فلسطين توحدنا والقدس تجمعنا…ولكن القليل منا نجح في ترجمة هذا الشعار إلى صيغة عملية…من هذا القليل كان قادة مناضلون في المغرب لم يستس لموا لزلازل الانقسامات التي عصفت بالأمة في السنوات الأخيرة…
فتحية لهم….وكلنا أمل أن يحذوا حذوهم آخرون في أقطار أخرى…
٢2 ايار/مايو في اليمن
في مثل هذا اليوم 22 ايار/مايو قبل ٢٨ عاما استبشر العرب عموما ،واليمنيون خصوصا، بإعلان الوحدة بين شطري اليمن باعتبارها فعلا وحدويا أولا وفعلا ديمقراطيا ثانيا وفعلا مبشرا بقيام دولة قوية في الجزيرة العربية ستلعب دورا هاما في تغيير المشهد الراهن فيها…
والقليل يعرف أن الأجواء التي رافقت انتفاضة الحجارة في فلسطين في أواخر عام ١٩٨٧ ساهمت في التمهيد لعودة الاتصالات بين صنعاء وعدن لاسيما أبان انعقاد ندوة المئة مثقف من أجل الانتفاضة التي دعا إليها رئيس جامعة صنعاء آنذاك الشاعر والمناضل والمثقف الكبير عبد العزيز المقالح واشترك فيها نخبة من أهم المثقفين والمبدعين العرب…
ورغم فرحتنا بقيام الوحدة إلا إننا لم نخف تخوفنا من أن قيام الوحدة اليمنية سيقود إلى تعاظم المؤامرات عليه مستفيدة من ثغرات وانقسامات ومصالح وعصبيات لا لضرب الوحدة ذاتها بل لتمزيق اليمن إلى” اشطار “بدلا من شطرين فقط…وهذا ما نراه اليوم مصحوبا بوحشية العدوان وتغليب المصالح الذاتية على المصلحة اليمنية العليا…
ولكنني من الذين يعتقدون أن اليمنيين بصمودهم الاستثنائي وشجاعتهم وحكمتهم قادرون على الخروج من محنتهم أكثر قوة ووحدة وتقدما…
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2018/05/24