ديمقراطيتنا… رأي الأقلية وحقوق الأكثرية
هاني الفردان
قبل أيام بث تلفزيون البحرين ضمن برنامج خفيف ولطيف للأستاذ إبراهيم التميمي “بدون تحضير” حلقة عن الديمقراطية.
تحدث التميمي عن الفهم الخاطئ للديمقراطية، وهو أن تقول رأيك دون الاكتراث في الآخر أو الاهتمام له”.
نعم مع التميمي وتلفزيون البحرين بأن حرية التعبير لا تعني “الإساءة للآخرين”، وهو أمر مسلم به فحرية التعبير والرأي مكفولة وفق ضوابط وهي أن “حريتي تقف على أعتاب حرية الآخرين”، وبالتالي فالقانون كفل حق التقاضي لمن يعتقد أنه تعرض للاعتداء بالفعل أو القول من قبل آخر أو آخرين.
“الديمقراطية احترام الأقلية، لا رأي الأغلبية”، هذه العبارة رسالة ومسج تلفزيون البحرين خلال الشهر الفضيل في ذلك اليوم.
يقول التميمي في برنامجه “من قال إن الديمقراطية رأي الأغلبية، بل هو نظام لحماية الأقليات”!
ربما نختلف أصلاً في فهم الديمقراطية، فالديمقراطية بكلمة مختصرة جداً هي “حكم الشعب لنفسه”.
الديمقراطية شكل من أشكال الحكم السياسي قائمٌ بالإجمال علَى التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثريّة بينما الديمقراطية الليبرالية تنطوي على ذلك الفهم مع التأكيد على حماية حقوق الأفراد والأقليات، وهي الديمقراطية الموجودة في أوروبا مثلاً.
تصريحات كثيرة لمسؤولين وسياسيين في بلدنا يتحدثون عن أن “ديمقراطيتنا مختلفة” عن تلك الديمقراطيات، لذلك نرى في وضعنا الحالي “المختلف” الذي يحمل في طياته أمورا معكوسة، فديمقراطيتنا تقوم على أساس رأي الأقلية، فيما الأكثرية أو الأغلبية تدعي حاجتها للحماية!
في مجتمعنا ليس لدينا أقليات تبحث عن حقها، وتمثيلها، وصوتها، بل لدينا أكثرية تشتكي من فقدها لكل ذلك.
من السهل أن تنظر، ومن السهل أن تتكلم، ومن السهل أن تقول عندما يسمح لك بذلك، ولكن على أرض الواقع الأمور مختلفة كاختلاف ديمقراطيتنا عن الآخرين، في تفسير المفاهيم!
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/05/26