آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي سعد الموسى
عن الكاتب :
- دكتوراه في الأسلوبية والنقد الاجتماعي للغة من جامعة أسكس. - بكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بأبها. - ماجستير في اللغويات النظرية من جامعة كلورادو.

ومن كبرها صغر: نسبة البطالة


علي سعد الموسى

أعترف ابتداء أن معالي وزير العمل، الدكتور مفرج الحقباني، قد جاء لكرسي الوزارة وهو يرث ما لا علاقة له به من سوء "العلاقة" ما بين ثلاثي المعادلة (الوزارة وطالب الوظيفة وأرباب العمل). هو معالي الوزير الوحيد الذي دخل بوابة وزارته مكبلاً بالإشارات الثلاث (الحمراء والصفراء والخضراء) في برنامج (نطاقات) سيئ السمعة والذكر، فكأن معالي الوزير مع مثل هذا البرنامج مثل من يحاول تفادي بروق (ساهر) أمام إشارة مزدحمة. تسمح لي علاقتي الدافئة بمعالي وزير العمل أن أناقش معه رقمه المجلجل، والخارج من بين شفتيه وهو يتحدث عن نسبة بطالة تقدر بـ11% يوم حديثه لمجلس الشورى.

لا، وألف لا يا معالي الوزير ففي هذا البلد آلاف المعلومات والإحصائيات والنسب المضللة. لا يمكن لنا أبداً أبداً أن نقبل ونستوعب ثم نهضم الإحصائية التي تقول إن مجرد مواطناً واحداً من بين كل عشرة لا زال يطلب الوظيفة. ودعني يا صاحب المعالي أنقل لكم إحصائيتي الشعبية التلقائية التالية: نحن خمسة أساتذة جامعة واحدة حين قررنا قبل 13 عاماً أن نتجاور في شارعين متقابلين. ومن هذه البيوت الخمسة المتجاورة مضى الزمن وأصبح سبعة من أولادنا وبناتنا على أبواب الوظيفة بشهادات جامعية، فكيف تقنعني يا معالي الوزير أن نسبة البطالة الوطنية لا تتجاوز 11% بينما وفي شارعي الشارد تعيش خمس أسر مكتملة بنسبة بطالة تبلغ المئة بالمئة. وكل هذا، وبرغم النفوذ الذي نملكه كأساتذة جامعة. دعني أنقل لكم يا صاحب المعالي هذه الإحصائية التلقائية للبرهان على كذبة برنامج "نطاقات" الذي أدخل ما لا يقل عن "ثلث" هذا الشعب في أوهام الوظيفة الكاذبة. صاحب المعالي: في التحضير الشعبي البسيط لإحصائيات هذا المقال، اتصلت بخمسة أصدقاء من أرباب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ولهول الرقم اكتشفت أن هؤلاء يتحايلون في مناورة مكشوفة على برنامج "نطاقات" بتوظيف زوجاتهم وبناتهن في أربع عشرة وظيفة كي يضمنون بقاء مؤسساتهم في مؤشر اللون الأخضر.

والخلاصة الأخيرة أننا لن نقبل ولن نستوعب ونهضم، ومرة ثانية، أن نسبة البطالة الوطنية تقبع في الرقم 11%. هذا تسطيح لجذر المشكلة وساقها وفروعها وأغصانها الكثيفة. نحن نعلم، وبكل وضوح أن بالجامعات ما لا يقل عن مئة تخصص في كلياتها المختلفة وأنها تدفع بالآلاف من خريجي كل قسم، فلم يعد بالسوق ما يستوعب سوى خريجي كلية الطب. نحن نعلم أن كل 15 طالباً من خريجي كلية طب الأسنان يتنافسون اليوم على وظيفة حكومية واحدة. نحن أمام حقائق واقعية مخيفة ولن تضللنا النسب وكسور الأرقام وسأنتهي بما ابتدأت: نحن خمس أسر نسكن شارعين متقابلين ونصف أسرنا على بوابة البطالة.

الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/01/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد