أمر "مخجل".. غياب النواب
هاني الفردان
ظاهرة ليست غريبة على مجلس النواب، وهي تكرار استخدام مطرقة الرئيس لرفع جلسة مجلس النواب قبل انعقادها أو قبل موعدها المحدد بسبب غياب أو تسرب أو هروب بعض النواب من الجلسة وانعدام النصاب القانوني.
يوم أمس (الثلاثاء 29 مايو 2018) استخدم رئيس مجلس النواب مطرقته مرتين ، رفع الجلسة لعدم اكتمال النصاب القانوني ومن ثم إلغاء الجلسة لغياب نصف الأعضاء (20 نائب)!
قبل عام كامل وفي جلسة (2 مايو2017)، رفعت الجلسة لعدم اكتمال النصاب، وانفعل رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة حمد الدوسري، ورفع صوته بعد رفع الجلسة مخاطباً المجلس ومنصة الصحافة والإعلام: “نعمل بكل جهد وتعب، ونجلس على مقاعدنا منذ الصباح وحتى ما بعد الظهر لمناقشة قانون مهم وضروري، لكن الأعضاء يتسيبون ويهربون من قاعة الجلسة خلسة، وهذا أمر معيب، فهو يتكرر كل مرة، يحضرون بعد استراحة الصلاة بنصف العدد إن لم يكن أقل، ثم يتسربون تدريجياً”.
مسألة تسيب بعض النواب من جلسات المجلس أمر متكرر، ومرصود، ومعلن عنه، ومثار غضب لدى بعض النواب، حتى أنه في ذات مرة (4 فبراير/ شباط 2015) أبدى رئيس مجلس النواب أحمد الملا انزعاجه من تكرار خروج النواب من جلسة المجلس بقصد الأكل، وبعد عودته من أداء صلاة الظهر أبصر الملا تسرب عدد من النواب خارج قبة المجلس، وبقاءهم خارجاً في ردهات المجلس، فلما تسلم رئاسة المجلس من النائب الأول علي العرادي، كرر الملا مطالبته للنواب في الخارج بالعودة إلى داخل المجلس واستكمال أعمال الجلسة، وقال مخاطباً إياهم: “على النواب الذين يأكلون الدخول إلى الجلسة، هذه الجلسة تاريخية، هل الأكل أهم من جلسة النواب”.
من المعيب أن يتم الحديث عن غياب أو تسرب النواب من جلسات المجلس، وهي الجهة الرقابية التي ستراقب أداء السلطة التنفيذية، ففاقد الشيء لا يعطيه، ومن لا يستطيع أن يضبط أداءه وعمله، لن يكون قادراً على مراقبة وضبط أداء وعمل غيره.
إلى السادة مجلس النواب، الإصلاح والتغيير يبدأ من على بابكم أنتم أولاً، وقبل أبواب غيركم، ويبدأ من ضبط سلوككم، قبل ضبط سلوك غيركم.
مخجل أن يجد الشعب نواب السلطة التشريعية متسيبين ويتهربون عن الجلسات والقيام بواجبهم المناط بهم!
لصالح مدونة "صوت المنامة"
أضيف بتاريخ :2018/05/30