آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مبارك فهد الدويله
عن الكاتب :
نائب سابق في مجلس الأمة الكويتي حمل شهادة الهندسة الميكانيكية من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو رئيس اتحاد المكاتب الهندسية في دولة الكويت. عضو الأمانة العامة وأحد مؤسسي الحركة الدستورية الإسلامية، كاتب زاوية أسبوعية بصحيفة القبس الكويتية

كشف حساب!


مبارك فهد الدويله

«احمد ربك.. أنت أحسن من غيرك»!
هذه العبارة، كان وما زال الكويتيون يرددونها، إذا ما قارنوا أحوالهم بأحوال بعض دول الخليج، كما يرددها أهل الخليج إذا ما قارنوا أحوالهم بأحوال بقية الدول العربية!

والحقيقة أن حمد الله تعالى واجب في كل الأحوال، لكننا أحسن من غيرنا، هنا يجب أن نتوقف!

في العقد الأخير تغيّر كل شيء في الكويت، الحياة البرلمانية كانت مثلاً يحتذى، واليوم أصبحت مثلاً يُتندر به علينا! الحريات في الكويت كانت مما نفتخر به، واليوم أصبح كثير من الشعب محالاً إلى المحاكم بسبب تغريدة!

بالأمس، كانت الدعوة إلى الله تعالى سمة المجتمع الكويتي، والمساجد كانت منابر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واليوم الدعوة إلى الله تعالى أصبحت تهمة، وأما منابر المساجد فأصبح فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جريمة من جرائم الإرهاب!

كنا نتميز في الكويت بالعمل الخيري الذي وصل خيره إلى أدغال أفريقيا وجبال التبت وسهول الفلبين، واليوم تم تقييده، لدرجة أنك لا تستطيع أن تدفع ديناراً للجنة خيرية بحجة مكافحة الإرهاب، بينما في أميركا التي فرضت علينا هذه القوانين يتم جمع الملايين للكنائس وللصهاينة في مؤتمرات ولجان، ومن خلال قنوات تلفزيونية وغيرها!

في الأيام الخوالي كان لا يترشَّح للانتخابات إلا النزيه أو مستور الحال، واليوم حتى تجار المخدرات وأصحاب السوابق يترشّحون، وإذا اعترض على ترشيحهم رئيس لجنة الانتخابات يُقال!

بالأمس، كانت القبلية والمذهبية والفئوية كلها موجودة، لكن لم تكن لها كل هذه المساوئ التي نراها اليوم من تأصيل وتأطير لها وتفتيت للمجتمع بسببها!

كان لمجلس الأمة قيمته، وكان النواب على علاتهم لهم هيبة واحترام من الشعب، واليوم ثلاثة أرباع الشعب لا يعرف أسماء ثلاثة أرباع أعضاء مجلس الأمة!

كانت القوى السياسية تتناحر في ما بينها، لكن كانت هناك حدود تتوقف عندها، احتراماً للزمالة والتزاماً بأخلاق العمل السياسي، واليوم يكتب أحدهم (العداء لــ«الإخوان»..) شعارا لحملته الانتخابية!

كان عندنا فساد، لكن الفساد في السنوات الأخيرة وصل إلى بعض الرؤوس الكبيرة في السلطتين!

الشيء الوحيد الذي لم يتغيّر منذ عقود هو طريقة تشكيل الحكومة، فمنذ أيامنا ومن قبلنا كان الوزير مندوباً عند رئيس الوزراء بدرجة وزير، وإن حاول أن يغيّر من هذا الدور يُقَلْ مع أول تعديل وزاري، لذلك تجد الوزارة الواحدة يمر عليها وزيران في أقل من سنة، ولن تجد ذلك إلا في الكويت!

هذا واقعنا اليوم، ومع هذا تجد من يقول لك «احمد ربك.. أنت أحسن من غيرك»!
 
القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/01/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد